بإيجاز بليغ وصف فيه رئيس الوزراء المصري المكلف حازم الببلاوي التغيرات التي حصلت في بلاده بقوله (إن مصر عادت للعرب). فعلاً ، مصر عادت للعرب بعد الموجة الثورية التي اندلعت في 30 يونيو، بعد أن حاولت السلطة المعزولة الانحراف بمصر لتنفيذ أجندة شمولية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على حساب الحياة المعيشية للمواطن المصري، وعلى حساب الأمن القومي العربي، وبالتحديد، أمن دول الخليج العربي، حيث كانت تلك المخططات تسعى لمزج القوى البشرية والموقع الاستراتيجي لمصر مع أموال دول الخليج العربي لإطلاق دولة الإخوان التي يفترض في مخططاتهم أن تكون دولة للخلافة تمتد من أندونيسيا وماليزيا إلى موريتانيا، هذا المخطط الذي أفشلته قبل مظاهرات 30 يونيو من قبل قادة الإخوان المسلمين أنفسهم حيث ارتكبوا العديد من الأخطاء الجسيمة؛ من أهمها سرعة الاستيلاء على مفاتيح السلطة في مصر، وتفعيل برامج التمكين التي كان آخرها وضع محافظين على رأس الإدارات المحلية في المحافظات، وبالاضافة إلى تسليم الادارات ذات العلاقة بالمجتمع كالتعليم والادارة المحلية والشباب أخذت الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية وأغلبية الشعب المصري يرفضون استلاب السلطة وتحول ثورة 25 يناير عن مسارها ولهذا انتفض الشعب في 30 يونيو وحصل التغيير المنشود. ومع هذا، لم يقتنع الإخوان المسلمين بما حصل، وبدأوا محاولات تفجير الوضع الأمني وتدمير الاستقرار على قاعدة (أن نحكم أو ندمر البلاد)، وهذا ما بدأت بوادره سواء في القاهرة أوفي الاسكندرية أو شبه جزيرة سيناء؛ حيث أفصح محمد البلتاجي بأنهم سيقومون بتنفيذ أعمال حربية ستتوقف فوراً إذ ما أعيد مرسي للرئاسة، وكشفت صحيفة الأهرام المصرية أن مليشيات الإخوان المسلمين كانت قد وضعت مخططاً إرهابياً يبدأ من لحظة الهجوم على مقرات الحرس الجمهوري الساعة الرابعة فجراً. وبعد الاستيلاء على المقرات ومساعدة محمد مرسي على مغادرة مكان التحفظ عليه، يتم تفجير كوبري الجامعة لإحداث صدمة جماهيرية تجبر الموجودين في ميدان التحرير على هجره، وكل ذلك يجري مع تنفيذ عمليات إرهابية في سيناء. بعض هذه العمليات نفذت؛ خاصة الهجوم على مقرات الحرس الجمهوري، وبعض العمليات في سيناء فيما عثر على المتفجرات التي كان مقرراً استعمالها لتفجير كوبري الجامعة، وأمس الجمعة صعّد الإخوان في مظاهراتهم بعد أن استقدموا مناصريهم في المحافظات. إرهاب الاخوان المسلمين قد يستمر إلا أن الشعب المصري، وبعد أن كشف خطط ومؤامرات الاخوان سيكون أقوى المساندين للقوات المسلحة والشرطة في التصدي لهذا التخريب. [email protected]