بدأت مصر تتنفس، فرغم احتجاجات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، والاضطرابات التي يثيرها هؤلاء المعترضون سواء في ميدان رابعة العدوية أو أمام مقرات الحرس الجمهوري في القاهرة أو في العمليات التي يشنونها في سيناء، ورغم تحريضات محمد البلتاجي وعصام العريان، إلا أن مصر تجاوزت الأيام العشرة الصعبة الأولى من المواجة الثورية الثانية، وبدأ المصريون يشعرون أن الضغوطات التي كانت تحاصرهم في عهد محمد مرسي زالت وبعضها إلى طريق الزوال خاصة بعد حزمة المساعدات المالية التي قدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حيث قدمت المملكة خمسة مليارات دولار، تتكون من مليار دولار نقداً منحة، ووديعة بدون فوائد في البنك المركزي المصري مقدارها مليارين دولار، ومواد بترولية من سولار وبنزين وغاز بقيمة ملياري دولار، فيما قدمت دولة الإمارات ثلاثة مليارات دولار منها مليار دولار منحة وملياري وديعة في البنك المركزي المصري بدون فوائد. هذه المساعدات الضخمة ستحسن كثيراً من الوضع الاقتصادي والمعاشي خاصة في مجالات الطاقة وتوفير الغذاء، وقد لاحظ المتابعون للشأن المصري أن الاختناقات وطوابير الانتظار أمام السلع الغذائية وفي محطات تعبئة الوقود بدأت تختفي ليس فقط لتوفر السلع الغذائية والوقود، بل لأن المواطن المصري بدأ يشعر بأن أشقاءه لن يتركوه وحيداً وأن المحيط العربي استعاد الثقة بالقيادة التي تحكم مصر بعد أن تبدد الغموض وعاد مصر إلى الحضن العربي بعيداً عن التمحور في تحالفات لا تستهدف مصلحة الوطن والمواطن المصري بقدر ما تسعى إلى تحقيق أهداف جماعة سياسية ترتدي ثوب الدين. المصريون وهم المعنيون قبل غيرهم بما حصل من تغيير لأنه ينعكس إيجاباً على حياتهم ومعيشتهم وواقعهم اليومي هم الذين سيحصنون التحولات الجديدة ويفشلون أية مقاومة سواء من الداخل، مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، أو من الجهات الخارجية التي كانت تؤول على الإخوان تنفيذ «صفقات» لم تكن أبداً تخدم المواطن المصري، ولهذا فإن الدعم للتغير الجديد ولموجة الثورة الثانية سيكون قوياً وصلباً من داخل مصر، فيما ستبدد المساعدات والمواقف العربية وخاصة من دول الخليج العربية «ضغوط الابتزاز» التي يحاول عن طريقها بعض القوى الخارجية إعادة عقارب الساعة للوراء في مصر. [email protected]