ليس إرجافا في سوق الأسهم التي بدأت تستعيد عافيتها وتسير في خطى ثابتة نحو الإيجابية، وإنما للتوعية والحذر من بعض ما يقوم به بعض كبار مضاربي الأسهم في السوق، فمن الملاحظ أنه عادت هذه الأيام أنشطة التوصيات والترويج لها مجددا من قبل «المطبلين» الذين أصبحوا أقوى من أي وقت مضى في القدرة على بث التوصيات المشبوهة، باستخدامهم جميع أنواع التقنيات الحديثة وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي لاستدراج صغار المتداولين. «المال عديل الروح».. ومن يتعامل في سوق الأسهم فهو بلا شك دخل باحثا عن الربح المشروع ورغبة في استثمار هذا المال، لكن للأسف ما يحدث هو عكس ذلك تماما، فهناك انسياق سريع للبعض خلف التوصيات «المشبوهة» لتبديد هذا المال والنظر دائما إلى إمكانية الربح وعدم الأخذ بالاعتبار أن هناك خسارة أيضا، بمعنى أنه دائما ما يغلب على البعض حسن الظن في مصدر التوصية وهذا خطاء وهدر للمال ومن الأفضل تجنبه أطلاقا وفي سوق الأسهم تحديدا. بكل صراحة ومن خلال خبرة طويلة فإنه لا يستفيد من سوق الأسهم إلا المستثمر طويل المدى بمبلغ زائد عن حاجته وفي شركات تحقق أرباح ولديها نمو وتقدم توزيعات نقدية، أو من هو متمكن من المضاربة ليس بالتوصيات وإنما بمعرفة المؤشرات التي تشبه أدوات القياس لدى الطبيب، إضافة إلى التقيد بتحديد وقف للخسارة مهما كانت الأسباب وهؤلاء قلة. في سوق الأسهم البعض يبدد ماله دون أن يعلم من خلال الشراء بأسهم مضاربة صرف لا تسمن ولا تغني من جوع، أو من باب المغامرة «يا تصيب يا تخيب»، وشراء أسهم بناءا على توصية في منتدى أو «تغريدة» هي بالأساس تستهدف تحقيق مصلحة لمضاربين بعينهم من أجل البيع والتخلص من السهم.. فلا يعقل إطلاقا أن تجد هناك من يريد أن يعطيك توصية كي تكسب على حساب خسارته مهما كانت المبررات، في هذه العملية تحديدا لا بد أن يكون هناك خاسر من أجل أن يربح الآخر.. والمستفيد هنا حتما ليس أنت!. باختصار أن ما تشهده أسعار أسهم المضاربة من ارتفاعات جنونية كل مدة يصل أحدها إلى ظاهرة سعرية جديدة هو ما يمكن أن نسميه تلبيس «طواقي»، وتتمثل هذه الطريقة في اتفاق بين مضاربين أو كما يطلق عليهم ب «الهوامير» للقيام بالتداول في سهم معين، من خلال استخدام عدد من المحافظ الاستثمارية أو بالأحرى المضاربية، الكل منها تبيع على الأخرى «تدوير» إلى أن يتم لفت الانتباه إلى هذا السهم من قبل العموم بما يوحي أن هناك عمليات بيع وشراء واضحة على هذا السهم، وذلك بالتزامن مع بث التوصيات وإرسالها إلى حيث أكبر عدد ممكن من المتداولين يكون بينهم بسطاء غير مدركين فيغريهم الدخول والشراء، حتى وأن كان ذلك بكميات بسيطة طمعا بالربح واعتقادا منهم أن هناك خبرا ما يخبئه هذا الحجم الكبير من التداول على السهم، وهو في الحقيقة سلوك مفتعل استعدادا كما يقال لتفصيل «الطواقي»، إلى أن تكتمل الخطة ويصل سعر السهم المعني إلى الهدف ومن ثم يبدأ مسلسل الهبوط وتلبيس «الطواقي».. عن نفسي طاقتي فوق راسي من سنوات!، فاحذر عزيز المتداول من لبس «الطواقي» فقد تكون «مخرمة» ومن ثم يصعب عليك نزعها!. [email protected] @alionazi تويتر