الحديث الشريف: «خَيْرُكُمْ من تَعَلَّم القرآن وعَلَّمَه» رواه مسلم والبخاري. أي أفضلكم من انتسب إلى القرآن عن هذه الصلة، وهل هو أفضل الناس على الإطلاق، أو أفضل جماعة مُعينة منهم؟ قال العلماء: إن الأفضلية هنا نسبية أو إضافة إلى جماعة مُعينة من الناس. فأفضل المُشتغلين بالعلم هم أهل القرآن المشتغلون بتعليم الناس القرآن الكريم وليس حفظه أو تفاسيره هم من يستحق صفة الخيرية والأفضلية. والحق أن الدين ليس مراء وتجارة وتكسباً وتسولاً، فالحديث الشريف ينص على (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)، فخيرية العمل الصالح مرتبطة أيضاً بالتنزه عن أخذ المقابل، وقد أجمع العلماء على أن خيرية التعليم للقرآن مرتبطة بأن يكون العمل بلا مقابل وخالصا لوجه الله لا ينال عليه مالا أو مجدا دنيويا وأن تكون نية معلم القرآن السعي للجنةً. وعلى النقيض من هذا السمو والعلو في العطاء والعمل كقيمة دينية، تتجلى بأبشع صورها تجارة الدين المحرمة التي تستلب الناس وتشعرهم بأنهم مماليك تقودهم فئة تدعي أنها تملك صكوك الغفران والفضيلة دونا عن البشر أجمعين !!! إخوان مصر سرقوا مصر بسبب إنهم من الأخيار، وخلطوا الدين بالسياسة وهيمنوا وطغوا بحجة الخيرية التي لا تنطبق عليهم. أما عن جماعة إخوان الخليج فهي تقدس أعمالها وتنزه آمالها وخيريتها، مع أنها ليست مرتبطة بتعليم القرآن بل هي خيرية تدعى لجني الملايين، جهد محصور في الفضائيات في شهر الصوم، حيث يعمل هؤلاء شهرا وينامون دهرا يحبون المال حبا جما ويوهمون الناس انهم ممن قال فيهم الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، أتمنى أن ينقل أحد تحياتي لمجاميع الدعاة والداعيات السعوديين والسعوديات الذين صاروا نجوم مناسبات يعتاشون على موائد الأثرياء، ويريدون من الناس أن يجلوهم ويهابون جانبهم فهم من خيرة العلماء...!! وآمنت بأن لحومهم مسمومة لكن ليس لأنها مباركة أينما حلت ولا يجوز التعدي عليها، بل من كثرة الهبات والشرهات التي يغصون فيها لكبر حجمها؟! [email protected] Twitter @OFatemah