أكَّد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الدكتور علي بن سليمان العبيد أنّ قرار تخفيض إعداد الحُجَّاج القادمين من الخارج والداخل بصفة مؤقتة لحين الانتهاء من استكمال مشروع توسعة المطاف هو قرار صائب جاء حفاظًا على سلامة الحُجَّاج والمعتمرين. وأوضح أن حكومة المملكة شرعت خلال السنوات الماضية في إقامة عدد من المشروعات والطرق ووسائل المواصلات بتنفيذ جسر الجمرات، فبعد أن كان الحُجَّاج يرمون الجمرات من دور واحد أصبحوا يرمونها من خلال خمسة أدوار مُتعدِّدة وجسور وطرق واسعة، وكذلك الوصول إلى المشاعر المقدسة فيما بينها عبر الطرق الواسعة وقطار المشاعر الذي يسر وهيأ الوصول إليها بِكلِّ يسر وأمان، ثمَّ جرى توسعة المسعى وتعدَّدت أدواره، فزال ما كان يعانيه الحُجَّاج من ضيق أثناء تأدية هذا الركن من أركان الحج. وأفاد العبيد أنّ المسجد الحرام يشهد الآن توسعة كبرى للزيادة في مساحته ولتوسعة المطاف حول الكعبة وهذه التوسعة تشمل إزالة وإعادة إعمار ما حول المطاف بأدوار ومناسيب مُتعدِّدة مما يَتطلَّب الوقت الكافي لتنفيذ هذا المشروع وليسير حسب ما خطط له. وقال العبيد أنّ الذي يشاهد هذه التوسعة والأعمال الحالية يدرك حجم العمل الجبار الذي يُنفّذ على مدار السَّاعة دون توَّقف سوى لأداء الصلوات. وأضاف أنّه ينبغي على كلّ مسلم سواءً في داخل المملكة أو خارجها أن يدرك حجم هذه التوسعة والهدف منها وأهميتها الحالية والمستقبلية وأن يشارك في فسح المجال لِمَنْ لم يحج أو يعتمر ويتيح الفرصة له ومتى عقد النيّة وطلب الأجر نال بمشيئة الله الثَّواب على قدر نيته. ولفت الدكتور العبيد إلى أن تقليص أعداد الحُجَّاج والمعتمرين القادمين إلى مكَّة المُكرَّمة يتماشى مع الهدف الأسمى لحكومة المملكة في رعاية الحُجَّاج والمعتمرين والحرص على أمنهم وسلامتهم وأدائهم لمناسكهم بِكلِّ يسر وسهولة. وأفاد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف أن من المقاصد الشرعيَّة في الإسلام تقديم المصلحة العامَّة على المصلحة وخصوصًا أن دفع المضرة مقدم على طلب المنفعة وخصوصًا إذا عرف أن هذا المشروع سينتج عنه مصالح كبرى في المستقبل، حيث سيهيئ مساحة أوسع للطائفين بحيث يزيد قدرته الاستيعابية لأعداد الطائفين ثلاثة أضعاف الاستيعاب الحالي، كما أن المشروع يُنفّذ في فترة زمنية قصيرة، داعيًا المسلمين وحكوماتهم في مختلف الدول إلى إدراك ذلك، وأن يقدروا أن هذا القرار بتقليل أعداد الحُجَّاج والمعتمرين هو لخدمتهم أولاً وأخيرًا. وسأل الله تعالى أن يجزي حكومة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- الأجر على ما تقدمه للحُجَّاج والمعتمرين ولقاصدي الدِّيار المقدسة وأن يتقبل من الحُجَّاج حجهم ونسكهم. من جهته قال مدير إدارة العلاقات العامَّة والإعلام بوكالة الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد النبوي عبدالواحد بن علي الحطاب أن اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة متواصل ومستمر من حيث العناية بالمشاعر المقدسة وبمكة المُكرَّمة التي تحتوى بيت الله الحرام قبلة المسلمين والمدينةالمنورة التي فيها مسجد الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث الرَّوْضة الشريفة أفضل بقعة بعد البيت الحرام وبها مثوى خير البريَّة والخليفتين الراشدين أبو بكر الصديق وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رَضِي اللهُ عَنْهما، معربًا عن اعتزازه بتلك العناية التي تتمثل في المشروعات العظيمة القائمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي التي ستكون بإذن الله زيادة في راحة الحُجَّاج والمعتمرين والزوار في مقبل الأيام. وعدّ قرار تخفيض نسبة حجاج الداخل والخارج بصورة استثنائية لحين توسعة المطاف قرارًا حكيمًا يستهدف مزيدًا من الراحة لضيوف الرحمن، حيث تحوَّلت المساحات الكبيرة إلى ورش عمل على مدار السَّاعة لإِنْجاز المشروع العظيم لتوسعة المطاف الذي سيحقق بإذن الله بعد انتهاء توسعته ثلاثة أضعاف العدد الحالي. وأكَّد الحطاب أن التوسعة الحالية للمسجد الحرام ستحقق راحة للحُجَّاج والمعتمرين في الدخول والخروج والطَّواف والسعي مع تلطيف وتكييف الهواء داخل المسجد الحرام وكذلك مشروع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي التي ستحقق بإذن الله استيعاب 1.600.000 مصلٍ، داعيًا كل من أكرمه الله بأداء العمرة أو أداء الحجِّ أن يفسح المجال لإخوانه الذين لم يحجوا ولم يعتمَرُّوا ويسهم في تفهم ما سيحقِّقه إخوانه من طمأنينة وراحة عند أدائهم للحجِّ والعمرة مع تخفيض الأعداد. وأضاف أن إخواننا المسلمين في هذه البلاد وفي خارجها لا يخفى عليهم أن هذا التخفيض في الأعداد وهو بصفة مؤقتة حتى انتهاء زمن هذه المشروعات وسينعمون بإذن الله بعدها بطواف متَّسع كما تحقَّق في المسعى ولله الحمد وكما تحقَّق في جسر الجمرات ولله الحمد وكما تحقَّق في التوسعة السعوديَّة الثانية للمسجد الحرام والتوسعة الثانية للمسجد النبوي وما تحقَّق فيها من نقلة عظيمة في تهيئة الخدمات من مساحات تستوعب الأعداد الكبيرة مع توفر جميع الخدمات في أجواء لطيفة وممرات واسعة وفرش وسقيا وكهرباء ونظام صوت ومداخل ومخارج جميعها أسهمت في تحقيق الطمأنينة والراحة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم. ودعا مدير إدارة العلاقات العامَّة والإعلام بوكالة الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد النبوي الله تعالى أنْ يُوفِّق خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله - لما يحبه ويرضاه وأن يعينهم لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين وأن يسدِّد خطاهم لما فيه عز الإسلام والمسلمين ولما فيه الخير لأبناء الأمة كافة.