أكد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الدكتور علي بن سليمان العبيد، صواب قرار خفض أعداد الحجاج القادمين من الخارج والداخل بصفة موقتة باستكمال مشروع توسعة المطاف، حفاظاً على سلامة الحجاج والمعتمرين. وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أمس (الاربعاء) أن حكومة المملكة شرعت خلال السنوات الماضية في تنفيذ عدد من المشروعات والطرق ووسائل المواصلات، إلى جانب إنشاء جسر الجمرات الذي مكن الحجاج من الرمي من خمسة طوابق تصلهم بها جسور وطرق واسعة، وتربطهم ببقية المشاعر المقدسة شبكة مواصلات مهيأة، وقطار حديث يسر الانتقال بينها. وأضاف الدكتور العبيد: "ثم جرت توسعة المسعى وتعددت طوابقه، فزال ما كان يعانيه الحجاج من ضيق أثناء أداء هذا الركن من أركان الحج، فيما يشهد المسجد الحرام حالياً توسعة كبرى لزيادة مساحته، وتوسعة مطافه، وإزالة وإعادة إعمار ما حول المطاف بطوابق ومناسيب عدة، ما يتطلب الوقت الكافي لتنفيذ هذا المشروع حسب ما خطط له"، مؤكداً في الوقت ذاته أن من يشاهد هذه التوسعة والأعمال الحالية يدرك حجم العمل الجبار الذي ينفذ على مدار الساعة من دون توقف سوى لأداء الصلوات. ولفت إلى أنه ينبغي على كل مسلم في داخل المملكة وخارجها أن يدرك حجم هذه التوسعة والهدف منها وأهميتها الحالية والمستقبلية، وأن يشارك في فسح المجال لمن لم يحج أو يعتمر ويتيح الفرصة له، فينال الثواب متى عقد النية وطلب الأجر على قدر نيته، مؤكداً أن تقليص أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين إلى مكةالمكرمة يتماشى مع الهدف الأسمى لحكومة المملكة في رعاية الحجاج والمعتمرين والحرص على أمنهم وسلامتهم وأداء مناسكهم بيسر وسهولة. وأفاد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف أن المقاصد الشرعية في الإسلام تقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ودفع المضرة على طلب المنفعة، خصوصاً إذا عرف أن هذا المشروع سينتج منه مصالح كبرى مستقبلاً، إذ سيهيئ مساحة أوسع للطائفين بزيادة قدرته الاستيعابية ثلاثة أضعاف، فضلاً عن كونه ينفذ في فترة زمنية قصيرة، داعيا المسلمين وحكوماتهم في مختلف الدول إلى إدراك ذلك، وأن يقدروا أن هذا القرار بتقليل أعداد الحجاج والمعتمرين لخدمتهم أولاً وأخيراً. من جهته، قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بوكالة رئاسة المسجد النبوي عبدالواحد بن علي الحطاب إن اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة متواصل ومستمر، للعناية بالمشاعر المقدسة وبمكةالمكرمة التي تحتوى بيت الله الحرام قبلة المسلمين والمدينةالمنورة التي فيها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث الروضة الشريفة أفضل بقعة بعد البيت الحرام ومثوى خير البرية والخليفتين الراشدين أبو بكر الصديق وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب. وعد قرار خفض نسبة حجاج الداخل والخارج بصورة استثنائية لحين توسعة المطاف قراراً حكيما يستهدف مزيداً من الراحة لضيوف الرحمن، إذ تحولت المساحات الكبيرة إلى ورش عمل على مدار الساعة لانجاز مشروع توسعة المطاف الذي سيحقق بعد انتهاء توسعته ثلاثة أضعاف العدد الحالي. وأكد الحطاب أن التوسعة الحالية للمسجد الحرام ستحقق راحة للحجاج والمعتمرين في الدخول والخروج والطواف والسعي مع تلطيف وتكييف الهواء داخل المسجد الحرام، إلى جانب مشروع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي التي ستحقق استيعاب 6.1 ملايين مصل، داعيا كل من أكرمه الله بأداء العمرة أو أداء الحج أن يفسح المجال لإخوانه الذين لم يحجوا ولم يعتمروا ويسهم في تفهم ما سيحققه إخوانه من طمأنينة وراحة عند أدائهم للحج والعمرة مع خفض الأعداد.