وأخيراً وبقواعد اللعبة القديمة تم إقرار الجمعة والسبت كإجازة نهاية أسبوع في المملكة، قرار تاريخي طال انتظاره وكثر خصومه وكثرت مميزاته بعيداً عن الفرضيات والافتراضات والتشنجات التي لا أساس لها، لن أخوض في نقاش مال للقرار وما عليه ولكن القرار بلا شك أفرز وسيفرز تغيرات مهمة على المستويات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية، الوقت كفيل باستعراضها واقعيا. والحديث عن الانعكاسات الاقتصادية على مستوى الاقتصاد الكلي والجزئي من ناحية الارتباط بالأسواق العالمية هو حديث لا يحتاج إلى إثبات أو إقناع وأعتقد أن قطاع الأعمال والاستثمار يدرك حجم الفائدة المرجوة من ذلك القرار على مستوى التعاملات التجارية الدولية وزيادة كفاءة القطاع الخاص وإنتاجيته. ولفت انتباهي العديد من القطاعات التي لم تدخل كثيراً ضمن دائرة النقاش الحاصل من تغيير الإجازة، ولعلي هنا أركز على جانب مهم من الناحية الشعبية ومن الناحية الاستثمارية وهو قطاع الرياضة وتحديداً كرة القدم التي حولت من لعبة جماعية تملأ الفراغ إلى قطاع استثماري مهم تدور في فلكه استثمارات بالمليارات في جميع جوانبه الأساسية والفنية والتسويقية وغيرها. وعند التفكر فيما انعكاسات تغيير الإجازة على القطاع الرياضي تبادر إلى ذهني التداخل في مواعيد المباريات التي كان اتحاد كرة القدم الجديد بلجانه المختلفة يحاول أن يصمم جداوله لتوافق إجازة نهاية الأسبوع القديمة (الخميس والجمعة) في سعيه للدفع بحضور جماهيري أكبر للمنافسات المحلية وهو بلا رافد مادي مهم للاتحاد وللاأدية وله انعكاسات على حجم الإعلانات في الملاعب ونسب المشاهد في التلفزيون مما يرفع من القيمة التقديرية للاستثمار الرياضي في المملكة، ولكن يبدو أن تغيير الإجازة سيحمل تأثيرات سلبية على مستوى الحضور الجماهيري خصوصاً يوم السبت بسبب تداخل مباريات السبت مع البطولات العالمية المختلفة التي أصبحت محط الجذب الأول لجماهير كرة القدم السعودية وقد يكون هذا التداخل يتسبب في عزوف الجماهير عن الحضور وبالتالي التأثير السلبي على العوائد المادية والتسويقية. قد يكون الحل الأمثل في هذه الحالة هو تثبيت مواعيد المباريات المحلية يومي الخميس والجمعة وبالتالي نتفادى التضارب في المواعيد مع المنافسات العالمية ونزيد احتمالات زيادة الحضور الجماهيري للمنافسات المحلية. مجرد خاطرة. [email protected]