مما لاشك فيه أن الحياة الزوجية تتنوع أشكالهاكثيراً، ويجد الإنسان حوله نماذج مختلفة ومتناقضة من العلاقات الزوجية.. حيث نجد كثيرا من العلاقات الزوجية أنها لا تقوم على الحب، بل ما يجمع الطرفين هو نوع من التعود والروتين والألفة بحكم مرور الزمن والعيش المشترك وهذا ليس (شر كله)، لكن الشر يكمن في أن تتحول العلاقة بين المرأة والرجل إلى قوالب فارغة من أي مضمون عاطفي أو معنوي إيجابي، وحيث تكون الثقة مهزوزة بين الطرفين، وبشكل يؤكد على التمسك بالشكل والنفاق الاجتماعي، ويستنفد الطاقات والجهود لإبراز كل ما هو سطحي وتافه دون البحث عن سبل تطوير العلاقة الإنسانية الزوجية وإشباعها من الداخل. وبهذا يصبح الأطفال الصغار جسراً يمر عليه اثنان منفصلان عاطفياً ليلتقيا معاً في المكان فقط بنفوس منهارة، حيث تعجز القلوب الصافية البريئة عن تأليف قلبين متباغضين وتصبح العيون البريئة أضعف من أن تغرس بذور الحنان في عيون أرهقتها نظرات التهديد.. يشعرون بالذنب ويتجرعون مرارة الإحساس بأنهم عبء على من سخرهما الله لرعايتهم نفسياً وصحياً، فإذا بهما يمنان عليهم بأنهم يتحملان العيش معاً من أجلهم. إن الحب بين الزوجين يبقى هدفاً وحلماً بشرياً قديماً ومتجدداً، وبعض العلاقات الزوجية تبدأ بالحب ويستمر، ولكن يبدو أن هذا ليس شائعاً وقليل من الناس من يتمتع بمثل هذه العلاقة، وهذا ما يجعل الحب هدفاً مثالياً وليس واقعياً تتوق له النفس وتحلم بتحقيقه.فكثيراً ما نجد العلماء في بحثهم في مجال السعادة الزوجية يتخذون من مدى بقاء الزواج قائماً للسعادة الزوجية، ولكن الأمر قد يكون على خلاف ذلك؛ فقد يتعايش الأزواج معاً ولكن عبارة عن قوالب فارغة من أي مضمون عاطفي. حينها يتحقق الانفصال الروحي والجسدي بينهما وتتسع مساحة البغض، ومع هذا يعيش المتباغضان من أجل الأطفال الذين يتحولون إلى صورة مصغرة مما يكره كل طرف في الآخر. إضافة إلى أنه هذا الوضع قد يدفع إلى الزواج مرة ثانية وثالثة، أو اتجاه الطرفين نحو علاقات غير شرعية مما يزيد في تهديد وتحطيم الزواج ، وبالتالي فساد المجتمع. فلماذا تستمر هذه المعاناة؟ وإلى متى يبقى هذا الوضع الذي ينعكس سلباً على ذوات أفراد هذه الأسرة الذين وقعوا ضحايا لسياقات اجتماعية أكدتها مفاهيم وأحكام خاطئة تدعم بقاء العلاقة حتى وإن كانت متوترة ونهايتها متوقعة. [email protected]