ربما جاء الفوز الكبير على المنتخب الفرنسي ليخفف من حدة المخاوف لكنَّه لم يبدد الشكوك التي تحيط بالمنتخب البرازيلي لكرة القدم قبل مشاركته المرتقبة في بطولة كأس القارات التي تستضيفها بلاده من 15 إلى 30 يونيو الحالي. وترك التعادل 2 -2 أمام إنجلترا في المباراة الوُدِّية التي أعيد بها افتتاح استاد ماراكانا الأسطوري في الأسبوع الماضي شكوكًا كثيرة لدى المدير الفني البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، قبل أيَّام على خوض منتخب السامبا رحلة الدفاع عن لقبه في كأس القارات. وبعد المباراة، اشتكى سكولاري من الأخطاء الدفاعية في الشوط الثاني، عندما جاء هدفا الإنجليز عن طريق شامبرلين وواين روني وتكهن بأن يدفع أمس الأول الأحد أمام فرنسا بفريق مشابه لذلك الذي خاض التجربة الأولى، التي تمتعت فيها البرازيل بحيازة كبيرة للكرة لكنَّها لم تسجل بنفس القدر. وقال سكولاري «الشوط الأول راق لي كثيرًا. من المُرجَّح أن يبدأ الفريق المباراة (مع فرنسا) في بورتو أليجري بتسعين أو بمئة بالمئة من ذلك الفريق». واتفق المحلِّلون بوسائل الإعلام البرازيلية بعد مباراة إنجلترا على أن الفريق بالرغم من أنَّه لم يتألق بعد، فإنّه قدم أمام نظيره الإنجليزي أداء أفضل مما فعل في المباريات الوُدِّية السابقة تحت قيادة سكولاري. وجاء عنوان صحيفة (أو ستادو دي ساو باولو) صبيحة يوم المباراة «الفريق يبعث»، فيما قال المحلل ماورو بيتينج من صحيفة (لانسي) الرياضيَّة أن البرازيل لعبت في الشوط الأول أمام إنجلترا أفضل 45 دقيقة تحت قيادة سكولاري. وبحسب بيتينج فإنَّ التعادل «كان عادلاً»، لكنَّه ترك مخاوف بشأن وضع كرة القدم البرازيلية قبل عام من مونديال 2014 «لا زال (المنتخب) بعيدًا عن الأداء الجميل وليس لديه من يقدمون ذلك الأداء». وذكرت صحيفة (فوليا دي ساو باولو) أن البرازيل أطلقت أمام إنجلترا 32 تصويبة على المرمى لكي ينتهي اللِّقاء أخيرًا بالتعادل بهدفين، وأشارت إلى أن ذلك يعكس غياب لاعبين على شاكلة المهاجمين الكبار الذين تألقوا في صفوف السامبا في الماضي. وذكر التقرير أنّه «خلال المواسم الماضية، اختفى اللاعبون البرازيليون من قوائم هدافي البطولات الأوروبيَّة الكبرى». ويواجه المهاجم نيمار، النَّجم الأول في صفوف منتخب البرازيل الحالي، مشكلات متزايدة للتفوق على مراقبيه، ولم يتمكَّن من إحراز أهداف في أيِّ مباراة وُدِّية لعبها هذا العام أمام فرق قوية مثل إنجلترا وإيطاليا. وإزاء الفعالية الضعيفة لنيمار، تحوّل المخضرم فريد إلى الأمل الرئيس في التهديف لدى البرازيل، وأمام إنجلترا أثبت ذلك عندما افتتح التسجيل في اللِّقاء رغم آلامه الناتجة عن شرخ جزئي بأحد الضلوع. وبحسب ما ذكره المحللون، فإنَّ «النبأ الطيب» للتعادل في ماراكانا كان أداء لاعبي الوسط، ولاسيما أوسكار الذي كان الممول الرئيس للهجوم وباولينيو الذي سجَّل هدف التعادل قبل ثماني دقائق من نهاية اللقاء. وبالرغم من نجاح المنتخب البرازيلي في التجربة الأخرى أمس الأول الأحد أمام فرنسا، التي تحوَّلت في السنوات الماضية إلى أحد المنافسين المقلقين لراقصي السامبا، لم يستطع الفوز الكيبر 3 -صفر على الديوك الفرنسية في محو الشكوك التي تحيط بالفريق. ولم تتمكن البرازيل من إحراز أهداف في المباريات الثلاث الأخيرة أمام الفرنسيين، وتفوق الفرنسيون على السامبا البرازيلية 1 -2 في 2001 بالدور قبل النهائي لبطولة كأس القارات. ولكن ما يبقي على بعض الشكوك حول المنتخب البرازيلي قبل بداية كأس القارات أن المنتخب الفرنسي يمرُّ في المرحلة الحالية بفترة اهتزاز وهو ما وضح خلال مباراتيه أيضًا أمام إسبانيا عندما خسر أمام أبطال العالم 1 -صفر في باريس، ثمَّ خسر وديًّا 1 -صفر أمام أوروجواي يوم الأربعاء الماضي. لذلك، لا يمكن اعتبار الديك الفرنسي حاليًا هو نفس الفريق الذي أثار مخاوف البرازيليين في السنوات الماضية. كما لم تظهر خطورة حقيقية للفرنسيين على المرمى البرازيلي في مباراة أمس الأول مما يؤكِّد أن المنتخب البرازيلي يدين للضيوف بقدر وافر من أسباب هذا الفوز الكبير وهو ما يمكن إلا يشاهده أمام منافسيه في كأس القارات. كما أثار فريد جزءًا جديدًا من الشكوك حول المنتخب البرازيلي بعدما فشل في هزِّ الشباك أمام فرنسا لينضم إلى نيمار في قائمة العقم التهديفي.