عبّر الحكم الدولي السابق غازي كيال عن بالغ حزنه وأساه، على رحيل رفيق دربه الحكم الدولي ورئيس لجنة الحكام الأسبق (مثيب الجعيد) الذي وافته المنية قبل أيام بعد معاناته مع المرض تغمده الله بواسع رحمته, وقال: علاقتي مع الراحل بدأت قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً عندما عملنا سوياً في مكتب رعاية الشباب بمكةالمكرمة في حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت، وأتذكر كنت أدوام من جدة إلى مكة بحكم أني كنت ساكناً في جدة وعملي في مكةالمكرمة، وكان - يرحمه الله - مسئولاً عن المكتب فتفاعل مع معاناتي ظروفي وتدخّل بشهامته المعهودة ومواقفه الأصيلة، وشفع لي في نقل وظيفتي لمكتب جدة , ومن تلك اللحظات ازداد إعجابي وحبي للفقيد وتأصلت علاقتي معه بشكل أكثر عمقاً وتواصلاً .. ولا غرو من ذلك ففقيد الرياضة كان رجلاً صاحب مواقف نبيلة وقيم وفائية وشخصية تحمل قلباًَ يتسع حباً للجميع. وكان - يرحمه الله - يطبق حكمة « ليس من الحكمة صناعة الأعداء» وبهذه الحكمة كسب علاقات واسعة في بنك العلاقات الاجتماعية والرياضية, وزاد قائلاً: إنّ رحيل صديق العمر مثيب الجعيد يعتبر خسارة للحركة الرياضية كواحد من أبرز حكام الأمس الرياضي الذين ساهموا بشكل فعّال في تطوير التحكيم في وطننا الغالي من خلال تقلُّد رئاسة لجنة الحكام مرتين في مسيرته القانونية , وأضاف: عاصرت - الفقيد - حكماً وكان يتصف بالشجاعة والحزم والحس، وكان صاحب شخصية قوية في ساحة المنافسة والثبات عند اتخاذ القرار من خلال إدارته للقاءات الهامة والحاسمة, مبيناً أن الجعيد رغم اتحاديته لم تؤثر في نجاحاته القانونية وقراراته الصائبة التي توّجها بحصوله على الشارة الدولية بكل كفاءة واستحقاق في سن باكر من مشواره مع الصافرة, وأكد الرياضي المخضرم أن مثيب الجعيد كان ينتمي لجيل عمالقة التحكيم الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة الرياضية بالمملكة ولا يمكن نسيانهم أمثال عبد الله كعكي وعبد الرحمن الدهام وفهد الدهمش وعبد الرحمن الموزان والمرزوق وفلاج شنار، وغيرهم من رجال صافرة الأمس الرياضي، الذين ساهموا في تطوير الحركة القانونية داخل الساحة التنافسية، مشيراً إلى أن الراحل كان يحظى بتقدير متناهٍ من رائد الحركة الرياضية الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله - وكان يثني على قراراته أثناء زيارته للأمر الراحل في قصره مع عبد الله كعكي والكيال, وأيضاً رائد النهضة الرياضية الحديثة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - وضع فيه الثقة في مناسبات رياضية (قانونياً) لشجاعته ونزاهته في اتخاذ القرارات وسرعة رد فعله الإيجابي, وعن أشهر مباراة قادها تحكيمياً قال: كانت المباراة التي جمعت ديربي الوسطى الهلال والنصر في الدوري عام 14.. في ملعب الملز والتي انتهت 2/2 واحتسب فيها الحكم الجعيد ركلتيْ جزاء للفريقين وطرد فيها نجم الهلال والبرازيل الشهير ريفالينو في الدقيقة 35 من الشوط الأول.. إثر مخاشنته لأحد مدافعي النصر (..)!!, وأتذكر أن هذا الحدث الشهير صاحبته ردود أفعال عالمية وتناقلته الإذاعات الدولية، ومن بينها إذاعة البرازيل التي قطعت بثها وأذاعت خبر طرد ريفالينو لأول مرة، خاصة وأنه قد شارك في قيادة المنتخب البرازيلي في مونديال 78م في الأرجنتين, وأيضا إذاعة b.b,c البريطانية ذكرت الحدث في نشرتها الإخبارية. - وتمنى الخبير الرياضي.. تكريم الحكم الدولي ورئيس لجنة الحكام الرئيسية -سابقاً - مثيب الجعيد - رحمه الله - الذي خدم الحركة الرياضية عقوداً من الزمن.. مشدداً ثقته برئيس اتحاد كرة القدم الأستاذ أحمد عيد الرجل الوفي.. بتبنِّي فكرة تكريم الراحل, عرفاناً وتقديراً لخدماته وتضحياته وتاريخيه المشرف.. تغمّده الله بواسع رحمته.