نوقشت هذه الرسالة بكلية الدراسات العليا بجامعة الملك سعود يوم الأحد 9-7-1434ه, بعنوان: البطل الضدّ في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية. قدمتها الباحثة المتميزة : هند بنت عبد الرزاق المطيري استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد من قسم اللغة العربية وآدابها. وقد وصف غير واحد من الباحثين هذه الدراسة بأنها الأولى التي تثير قضية القيمة الاجتماعية للصعلكة في الجزيرة العربية ما ينقض كثيرا من التهم الموجهة إلى الصعاليك وعلى رأسها تهمة اللصوصية التي رددتها الدراسات التاريخية حول الصعاليك طويلا. والباحثة في ذلك تعتمد مقولات سكان الجزيرة, ومفردات المعجم العربي التي تجاهلها الدارسون, وهي في ذلك تؤكد قيمة الاعتماد على المسح التاريخي المعتدّ بشهادات السكان بوصفه بدلا عن الاستقراء التاريخي الصامت للآثار الأدبية. و تميزت هذه الدراسة بأنها الدراسة الأولى ل(البطل الضدّ) في الشعر, والبطل الضد- بحسب هند المطيري - هو بطل الظل الذي يعتمد عليه البطل الرئيس (الصعلوك) في ارتقاء سلم البطولة مع أنه يأتي عادة, ومنذ أنكيدو وجلجامش, تاليا للبطل الرئيس مستظل بظلاله الوارفة. والدراسة, وهي أسلوبية لغوية, تعتمد المنهج الأسلوبي الوظيفي الذي يُعنى بوظائف الوسائط اللغوية المختلفة حين تحظى في الخطاب الأدبي باستخدامات خاصة تباين فيها الخطاب العادي, بحسبان تلك الوسائط وسائل الذات في الكشف عن ذاتيتها وفرادتها. وتنقسم الدراسة إلى أربعة فصول: الأول: عن اللغة وتعيين الذات, وتعتمد فيه الباحثة مقولات النقاد الغربيين المهتمين بموضوع الذاتية من أمثال كاترين كيربرات أوريكيوني, بول ريكور, إميل بنفينست. الثاني: في بنية القصة وأنماط البطل والاستراتيجيات التعبيرية, وفيه تعالج الباحثة قضايا السرد والحوار والوصف في شعر الصعاليك. وتقف عند أنماط(البطل الضدّ), من خلال نماذج ال(هو/ أنت) المماثل, وال(هو/ أنت) المخالف, وال(هو/ أنت) المفارق, باختلاف استراتيجياتها التعبيرية داخل السياقات المختلفة. الثالث: في الدلالة الكلية في النصوص, وفيه تخلص الباحثة بعد إعمال النتائج التي تمخض عنها الفصل الأول(الأسلوبي) إلى عدد من الدلالات الهامة, منها دلالة خطاب القوة في شعر تأبط شرّا, ودلالة التباين بين الشعراء الصعاليك في قضية مهمة هي قضية الانضواء والتمرد, ودلالة خطاب الكرم عند عروة بن الورد الذي كشفت الباحثة عن أنانيته وشخصانيته في مخالفة واضحة للموقف التاريخي من كرم عروة بن الورد الذي ذهب بعض القدماء إلى مماثلته بحاتم الطائي, وهو ما نقضته الباحثة من خلال لغة عروة بن الورد في موضوع الكرم. وقد أثنى الأساتذة المناقشون على الدراسة ووصفوها بالجادة والهامة. كما تميزت الباحثة هند في مناقشتها ورسالتها فقد تميزت في إعطاء جو المناقشة جانبا أدبيا راقيا إذ ألقت على الحضور قصيدة تناسب الموقف تصف بها هذه اللحظة التاريخية في حياتها حيث قالت : يا لحظة طال شوقي في ترقبها وقد تغلّتْ وغالت في تأبيها ظللتُ أرقبها شوقا وترقبني شوقا ولكن شوقي فاق ما فيها فقصتي معها عمرٌ تسطره مراحلُ الدرس لما كنتُ آتيها وقصتي معها أنشودة عزفت بنبض قلبي وأحلام أُرجيها سمعتها في تباهي والدي ثقة وفي أناشيد أمي إذ تغنيها تقول: هند وهذا الدال آخرها متى سأنطق دالا إذ أناديها مشاعرٌ لست أدري كيف أنظمها شعرا وقد نظمتني في لياليها قصيدة عمرها عمري وما برحت تحكي الطموحات في أسمى معانيها وقد تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة الأفاضل: أ. د. سعاد المانع مشرفا مقررا, أ. د. نورة الشملان عضوا مناقشا, أ. د مرزوق بن تنباك عضوا مناقشا, أ. د. حسن البنا عز الدين عضوا مناقشا, د. عبد الفتاح يوسف عضوا مناقشا. وقد تقرر منح الباحثة درجة الدكتوراه