بعيداً عن السياسة والسياق الذي قيل فيه لعل المقطع الكوميدي الذي ظهر فيه (فرد التعزيز) صاحب المقولة أعلاه، كان الأشهر على اليوتيوب خلال الشهرين الماضيين! طبعاً المسألة لم تتوقف عند كلمة (يخرب بيتك)! بل تطورت ردة فعل النجم (أبو وحش الميموني) صاحب العبارة مع كل بيت شعر يمدح فيه الشاعر تعبيراً عن موقفه، حتى رمى النجم (شماغه) في وجه الشاعر وهو يقول (عيد ي.. أبوك عيد)! معظمنا تناقل المقطع (الكوميدي) لأنه يجعلك تنفجر من الضحك بسبب عفويته وكونه لا يحوي صوراً خادشة للحياء، رغم أنه مليء بالشتائم والألفاظ البذيئة، المقطع حصد أكثر من 4 ملايين مشاهد في أيامه الأولى وظل متصدراً خيارات (يوتيوب العالمية) كأحد أشهر المقاطع انتشاراً، طبعاً انتهت فورة الضحك والاستمتاع وبقيت آثار مشاهدته وسماع ما فيه من ألفاظ؟! حتى إنك بمجرد أن تقول لطفل صغير (عيد..!)، يكمل نيابة عنك الخيارين: (يخرب بيتك.. أو العبارة الأخرى من الشتيمة)! لا يعلم من يردد مثل هذه الألفاظ أن لها تأثيرات فسيولوجية على الجيل الناشئ، وخصوصاً أن هناك من تعود ترديد الشتائم والألفاظ البذيئة يومياً أمام أطفاله أو أصدقائه تعبيراً عن السخط وعدم الرضا عن أمر معين، بينما تأثيرها يتجاوز الموقف التي قيلت فيه بشكل كبير وله تأثير نفسي دفين على المرسل والمستقبل معاً! وهذا ما أكّدته مجلة (تايم الأمريكية) هذا الأسبوع، عندما أصدرت تحذيراً بأن الصغار في المجتمع الأمريكي قد يتعلمون بعض (الألفاظ البذيئة) التي يسمعونها، قبل تعلمهم النطق أو الأحرف الأبجدية؟! التحذيرات التي أطلقتها المجلة تستند على (دراسات علمية) تؤكّد أن الطبقات الدنيا في المجتمعات هي التي تنتشر بينها مثل هذه الألفاظ، بعكس الطبقات البرجوازية أو (المخملية) التي تقل فيها إلى حد ما وهذا التفصيل العنصري (على ذمة المجلة) بالطبع! بخلاف الآثار النفسية في المستقبل وتعرّق اليدين المستمر والتوتر, لكل من يردد أو يسمع مثل هذه العبارات! وهكذا يجب أن نكون حذرين في المستقبل من التعاطي مع (مقاطع) من هذا النوع أو ترديد عباراتها أمام صغارنا، فقد انتهى مقطع (يخرب بيتك) وبقيت آثاره بيننا؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]