الزيارة القصيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الدولة الإسرائيلية حملت معها دلالات كثيرة منها ما عمد إلى إثارة الغضب ومنها ما عمد إلى تسوية الخلاف، فلقد أعطى أوباما إسرائيل الحق بتوجيه ضربة منفردة لإيران،، ما استدعى ذلك إثارة غضب الدولة الإيرانية، لتكتمل الزيارة بالمصالحة الإسرائيلية التركية بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات..ما الذي أراد الرئيس باراك أوباما إيصاله؟ وما هي النتائج التي تترقبها واشنطن من هذه الزيارة؟ كان الهدف من إعطاء أوباما لإسرائيل الضوء الأخضر بتوجيه ضربة منفردة لإيران هي مجرد محاولة إرباك الدولة الإيرانية وتشتيت الذهن لصناع القرار الإيراني الغارقين في كيفية إنقاذ الحليف السوري من السقوط، وذلك لأن الدولة الإسرائيلية لا تستطيع أن تقدم على ضرب المواقع النووية الإيرانية من غير وجود تنسيق مسبق مع واشنطن التي ستتحمل مسؤولية تدمير المواقع النووية الإيرانية بينما المطلوب من تل أبيب شن غارات صغيرة تكون بمثابة إعلان قيام الحرب ضد طهران. فكلمة الإمام خامنئي والتي تتضمن التهدّيد بمحو تل أبيب وحيفا إن ارتكبت إسرائيل أي حماقة ضد إيران والتي جاءت بنبرة غضب لم تعمل على إزعاج المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين كما في السابق،، بل كانت هذه المرة بمثابة كلمات أدخلت السرور في نفس الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك لأن ما أرادت واشنطن إرساله عبر إسرائيل للمسئولين الإيرانيين قد وصل وستكون من نتائج الرسالة تخفيف وطأة القدم الإيرانية في الدولة السورية مما ينتج عن ذلك العمل على إنهاء الأزمة السورية بالطرق السلمية كما تريد واشنطن ذلك،،هذا لا يعني أن الحرب ضد طهران ليست على مدونة زيارة الرئيس الأمريكي فلقد كانت من أولى أولوياته ولعل المصالحة الإسرائيلية التركية بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات خير مثال على ذلك،، حيث لم يكتف نتنياهو بالاعتذار لتركيا بل تخطى ذلك من خلال الانصياع خلف شروط الدولة التركية والتي تتضمن التعهد بدفع تعويض لأسر ضحايا السفينة رفع الحصار عن قطاع غزة بعد أن كان رافضا ذلك وصولا إلى تطبيع العلاقات مع تركيا وتبادل السفراء في مدة قصيرة جدا،، فالدولة الإسرائيلية لا تقدم على خطوة حتى ولو كانت هذه الخطوة صغيرة إلا بوجود أسباب تستدعي الإقدام عليها، ولذلك نجد أن مبادرة نتنياهو بالاعتذار بعد الرفض يأتي لما لتركيا من أهمية كبرى تكون عبور المقاتلات الإسرائيلية عبر الأجواء التركية في حال قررت واشنطن شن الهجوم على طهران واحدة منها.