إن الاهتمام بنشر ثقافة الجودة في التعليم من العوامل المؤثرة، حيث تدفع بعجلة التطوير للتعليم دائما، إذ إن للتربية دوراً حيوياً مهماً، فهي حجر الزاوية وذات أولوية في بناء الإنسان وتطويره وبلورة مفاهيمه وسلوكه، ولقد ركزت التربية على أهمية السلوك الإنساني وتطويره في إطار من عادات الأمة وتقاليد المجتمع وأخلاقياته.. والتربية الإسلامية هي المرتكز الأساس في عملية التنشئة الفكرية والتربوية والخلقية والاجتماعية، والمعلمون أساس العطاء والأداء المتميز يحملون مسؤولية وأمانة تربية الناشئة وتعليمهم أنواع المعرفة المختلفة في كافة الميادين، وتبصير الأبناء بالمفاهيم الأساسية لأنماط السلوك الإنساني وربطه بحقائق الحياة وقواعد الدين وعلى أساس من الفهم والوعي والإيمان والممارسة، وحماية الثوابت الحضارية العربية الإسلامية لمواجهة بعض الأفكار التي تطرح في إطار العولمة. وإن تنمية الروح الأخلاقية والسلوك الإنساني الرشيد يحتاج إلى توجيه وتعليم وصبر، فقد كان -رسول الله صلى الله عليه وسلم- هادياً ومعلماً ومربياً ومرشداً كما قال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} (151) سورة البقرة. ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم إسلاماً أحسنكم أخلاقاً).. وهكذا فإن التربية الأخلاقية تتناول جوانب متعددة وتتطلب مختلف الطرق والأساليب ذات التأثير المفيد التي تكفل النهج السوي وتوجد روح المودة والمحبة وتؤدي إلى التعاون والالتزام بما أوضحه الإسلام من الآداب والفضائل التي تحكم علاقات الناس بعضهم مع بعض إذا رعوها حق رعايتها في تعاملهم وأنماط سلوكهم الإنساني الرشيد، والاهتمام لدى الطلاب بتكوين المواقف والاتجاهات الإيجابية الفعالة التي تمكنهم من مواجهة التغير أيا كان وأنى كان والتكيف مع الجديد وامتلاك مهارات الإبداع وكفاياته وتحسين جودة التعليم والتفاعل مع قيمها التي تجمع بين القيم التربوية والسلوكية الناجحة والرؤى المستقبلية المتقدمة.. هذا وبالله التوفيق. أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق