مع إطلالة الصيف في كل عام تبرز مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بسبب كثرة استعمال المكيفات الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى المبالغة في استعمال الأدوات الكهربائية الأخرى من الثلاجات، والتلفزات، والكومبيوترات، وغير ذلك. وأمام هذا الاستهلاك العالي للطاقة فإن احتمالات انقطاع الكهرباء ترتفع بنسبة كبيرة، مع الجهود التي تبذلها وزارة المياه والكهرباء و شركة الكهرباء، واستعدادها في كل صيف لمقابلة زيادة الأحمال. ولاشك أن مواجهة هذه المشكلة، وإيجاد الحلول المناسبة لها، يشترك فيها طرفان: الطرف الأول: وزارة المياه والكهرباء، وشركة الكهرباء التي يجب عليها أن تبذل قصارى جهودها في هذا المجال، وأن تستفيد من كل ما وصلت إليه التقنية الحديثة، وأن تأخذ من تجارب الدول الرائدة في هذا الميدان. الطرف الثاني: وهو المستهلك للكهرباء من المواطن والمقيم، وذلك بترشيد استعمال الكهرباء، والاقتصار على الضروري، وعدم إهدار ما يزيد عن الحاجة، بحيث يتم تشغيل الجهاز الكهربائي - أيا كان - في وقت الحاجة إليه، وإطفائه بعد انتهاء الحاجة عليه، لأن هذا يؤدي إلى عدم استخدام أجهزة كثيرة في وقت واحد. ومن الطرق المفيدة للترشيد تأجيل بعض الأعمال التي تحتاج إلى أدوات كهربائية إلى مابعد وقت الذروة في استهلاك الكهرباء، التي يقدرها الخبراء من الثانية عشرة ظهراً إلى الساعة الخامسة بعد العصر. فإذا أجلت بعض الأعمال كالغسل، وكي الثياب، وغيرها، إلى مابعد الذروة فإن ذلك ممايسهم في تقليل الأحمال الكهربائية، ويوفر على المستهلك قيمة فاتورة الكهرباء. إضافة إلى ما هو معروف من استخدام العزل الحراري والذي أصبح إلزاميا، بحيث لايمكن إيصال الكهرباء إلا لمن يستخدم العزل الحراري الذي ثبت أنه يوفر 40% من فاتورة التكييف. وإذا تضافرت الجهود أمكن التوصل إلى التقليل من انقطاع الكهرباء في الوقت الذي يكون الناس فيه أحوج إليه، وهذا لا يتم إلا بالقيام بحملة توعووية، لتوعية الناس، وإرشادهم إلى ما ينبغي أن يقوموا به، وهذه الحملة ينبغي أن تنظمها وزارة المياه والكهرباء، وشركة الكهرباء، بمشاركة كل الفعاليات المؤثرة، كوزارة التربية والتعليم، والجامعات، ووسائل الإعلام، والأئمة والخطباء، حتى تصل الرسالة إلى أكبر شريحة ممكنه من المجتمع. والله الموفق. [email protected]