في يوم 26-6-1434ه تمرُّ في الوطن العزيز المملكة العربيَّة السعوديَّة -حرسها الله- تمرُّ الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- ملكًا وقائدًا لوطن الخير والنماء وطن القداسات يشدّ من عضده ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهما الله-. من فضل الله أن الوطن والمواطن منذ أن تولي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله زمام الأمور والجميع يعيش إنجازات وعطاءات متميزة في كلِّ المجالات التي تهم الوطن وتستلزمها التنمية الشَّاملة لوطن ومواطن يتطلَّع إلى الأفضل والأكمل، كل ذلك تَمَّ بحمد الله ويتجدَّد مع إشراقة شمس كل يوم، حيث يسعد الجميع بعطاء ومُكرَّمة من مكارم القيادة الرشيدة. يأتي في أولوية ذلك عناية واهتمام متميِّز بالحرمَيْن الشريفَيْن في مكَّة المُكرَّمة والمدينة المنورة، فقد تمَّت العناية بهما بِشَكلٍّ لم يسبق له مثيلٌ في توسعة لم تكن تماثلها التوسعات السابقة، بل فاقتها مساحة ونفقة، فأصبحت مضرب المثل ومحط تقدير وشكر الجميع سواء في داخل الوطن أو خارجه وتلك عناية ورعاية جاءت استمرارًا لما سبق من عناية بهذين الحرمَيْن على مدى السنوات الماضية ومنذ عهد المؤسس لهذا الكيان -طيَّب الله ثراه- حيث كان في أوليات اهتمامه تأمين طريق الحجِّ إلى بيت الله الحرام وزوار مسجد الرَّسولِ الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم في طيبة الطيبة رغم قلّة الإمكانات آنذاك والانشغال بتأسيس هذا الكيان. وهناك إنجازات رائعة، بل أكثر من رائعة شملت التَّعليم باختلاف مراحله وخصوصًا التَّعليم العالي، فقد وصل عدد الجامعات إلى (32) جامعة تضم كثيرًا من التخصصات التي تخرج أجيالاً يتم إعدادها ليكون سواعد في بناء الوطن ونهضته الشَّاملة ويأتي في مقدمة ذلك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنيَّة، وكذلك برنامج خادم الحرمَيْن الشريفَيْن للابتعاث الخارجي للطُّلاب والطالبات، وطفرة في المعاهد الصِّنَاعية والزراعيَّة والتقنيَّة والكلِّيات في التخصصات التي تهم سوق العمل وذلك على أعلى المستويات، وذاك شاملٌ للطُّلاب والطَّالبات، فقد حظيت الفتاة والمرأة في عهد خادم الحرمَيْن الشريفَيْن بنصيبها في كلِّ المجالات التي تتلاءم وخصوصيتها ووفق ما تسمح به شريعة الإسلام السمحة. وشملت تلك الإنجازات المجالات الأخرى التي تتطلبها التنمية في الصناعة والزِّراعة والتجارة والتنمية عن كل الاتجاهات التي يحتاجها الوطن والمواطن. وتميَّز عهد خادم الحرمَيْن الشريفَيْن -حفظه الله- بعناية خاصة بالشؤون الاجتماعيَّة من خلال عطاءات الضمان الاجتماعي وتحقيق الرَّفاهية لإِنسان هذا الوطن بتقديم المساعدات لتشمل كافة من يحتاج إليها وتضطرهم الظروف الخاصَّة لذلك. وتميّز عهد خادم الحرمَيْن الشريفَيْن -حفظه الله- بعناية خاصة في مجال تأمين السكن وذلك من خلال إنشاء وزارة خاصة بالإسكان تخطط وتنظم لتأمين سكن مريح لِكُلِّ مواطن وذلك بأسرع وقت ممكن لأن السكن هو الهاجس الذي يقلقل شريحة مهمة من أبناء الوطن، والتوجُّهات السامية تتوالى فيه. هذا وتُؤكِّد على قيام الجهة المعنية بذلك وهي وزارة الإسكان بالعمل وبِشَكلٍّ جادٍ في إعداد الدِّراسات وتهيئة كافة الظروف التي تتيح حصول كل مواطن على سكن خاص به وأسرته في مكان إقامته يحقِّق الطمأنينة والاستقرار له ولأسرته. وشملت تلك الإنجازات كل ما تحتاجه التنمية وذلك في مجال النقل بأنواعه الجوي والبحري والبري، فقد شملت الوطن شبكة كادت تغطي كل أرجاء الوطن ويسَّرت للجميع قضاء مصالحهم وذلك بأقل وقت وأقل جهد. والرِّعاية والعناية شملت كل نواحي الحياة ومتطلبات التنمية الزراعيَّة والصِّنَاعية والتقنيَّة وكل ما يحقِّق للوطن والمواطن الخير والنماء. ولا ننسى أن نشيد بما يعيشه الوطن والمواطن من الأمن والاستقرار وتلك مرتكزات مهمة في نجاح التنمية وتطوّرها وازدهارها، فالأمن الذي يتميّز به الوطن العزيز (المملكة العربيَّة السعوديَّة) لا يوجد في بلاد أخرى فحمدًا لله على ذلك ولم يوجد لولا فضل الله وتوفيقه، ثمَّ حرص ولاة الأمر -أعزهم الله- على تطبيق شريعة الله، وتميّز هذه البلاد المباركة من بين دول العالم بذلك وتلك نعمة يحسدنا عليها الجميع. في هذه الذكرى العطرة القلم لن يقف عند حدٍّ، بل عطاء شامل وخيرات في كلِّ شيء فلله الحمد والمنَّة ونسأله جلّ وعلا المزيد من فضله. وعلينا ونحن تمرُّ بنا هذه الذكرى الثامنة لمبايعة قائد مسيرتنا خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- أن نكون يدًا واحدة وعلينا أن نعطي أكثر وأكثر، فالوطن له حقوق علينا؛ لأنَّه وطنٌ متميِّزٌ وله خاصية ينفرد بها من بين دول العالم ويكفيه فخرًا ضمَّه للحرمَيْن الشريفَيْن في مكَّة والمدينة، وقيادة حكيمة تسعى جاهدة ليأخذ هذا الوطن مكانه اللائق به في هذا العالم المتجدِّد المتطوّر بِكلِّ عطاءاته. يجب علينا رجالاً ونساءً كل في مجال اختصاصه أن يبذل قصارى جهده ونشارك في نهضته الشَّاملة وتقدمه المتميز. حفظ الله لنا قيادتنا الرشيدة وأدام على بلادنا أمنها واستقرارها وشملها الأمن والاستقرار والرخاء. عمر مديد لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن ويحفظكم الله وسمو ولي عهدكم وسمو النائب الثاني. [email protected] إمام و خطيب جامع المزروع وعضو الدعوة - محافظة الرس