بدأ وزير خارجية أمريكا جون كيري «مساومات» أخيرة لعقد صفقة أمريكية روسية لمعالجة الوضع في سوريا يخدم مصالح البلدين، دون النظر لمصلحة الشعب السوري الذي يدفع تلك القوتين العظميين على حل يوقف المجزرة التي تتواصل يومياً على الأرض السورية ويذهب ضحيتها مئات المواطنين، وتدمير البنى الأساسية، مع تصعيد لتدخل القوتين عن طريق حلفائهما، فأمريكا أطلقت يد الكيان الصهيوني لتصعد في تدخلاتها وتضرب مواقع تابعة للنظام السوري تحوي مستودعات للصواريخ تقول إسرائيل إنها مخصصة لإرسالها إلى حزب حسن نصرالله، أما روسيا فتدعم التدخل الإيراني السافر الذي يشمل تقديم الأموال والأسلحة النوعية وبخاصة الصواريخ والمقاتلين والمدربين الذين يشاركون بصورة فعلية في المعارك الدائرة على الأرض السورية. المساومات الدائرة في موسكو بين كيري ولافروف تجري بأسلوب «المقاصلة»، فالروس يطلبون ثمناً مقابل وقف دعمهم لنظام بشار الأسد، يتناول وقف تحزيم روسيا بالدروع الصاروخية، إضافة إلى إشراك موسكو في ترتيبات الأمن الدولي وأخذ رأيها، بل وحتى إشراكها في صياغة القرار الدولي. وفي انتظار ما ستسفر عنه مساومات وزيري الخارجية الأمريكي ومضيفه الروسي التي هي في الأساس تعد إعداداً للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي أوباما إلى موسكو والتي يعتقد أنها ستقر ما سيتوصل إليه الرئيسان، إذ يسعى أوباما إلى إقناع بوتين للتخلي عن نظام بشار الأسد، وأن يمارس الروس ضغطاً على الإيرانيين لوقف تدخلهم في المعارك الدائرة في سوريا وبالتحديد وقف إرسال الأسلحة والمقاتلين، وأن يكون الروس مرنين في مجلس الأمن الدولي لإنهاء الأزمة. الأمريكيون والذين اتخذوا خطوات أكثر فعالية لدعم الثوار السوريين من خلال استعدادهم لتقديم أسلحة نوعية للثوار تشمل صواريخ مضادة للدروع والطائرات والصواريخ، بشرط أن تسلم إلى جهات غير متورطة في العمليات الإرهابية، وأن تلتزم بضوابط حقوق الإنسان، وذهبت التقارير الواردة من واشنطن بأن الولاياتالمتحدة لن تتردد في إرسال قوات عسكرية متخصصة للتدخل للسيطرة على مواقع الأسلحة الكيماوية، وأنها تعمل جدياً مع الثوار السوريين لإسقاط نظام بشار الأسد، مع التعاون مع الكيان الإسرائيلي لتوجيه ضربات عسكرية داخل العمق السوري لاعتراض الأسلحة المتوجه إلى لبنان وحتى الصواريخ التي لا يضمن أن تصل إلى جهات قد تشكل تهديداً لأمن إسرائيل. [email protected]