يحظى التعليم العالي في مملكتنا العامرة بأولوية مميزة في فكر واهتمام خادم الحرمين الشريفين، إدراكاً منه - أيده الله - بأن التعليم هو أساس النهضة والتطور، ولإحساسه بأنه لن تكون هناك نهضة حقيقية بغياب مسيرة التعليم؛ لذا كان وما زال - حفظه الله - يردد دائماً أن الوطن يُبنى بعقول وسواعد أبنائه المسلحين بالعلم. ويأتي معرض التعليم العالي لهذا العام إتماماً لمسيرة استراتيجية ومسيرة تنموية تعليمية، تجمع الطلاب السعوديين والمسؤولين عن التعليم العالي بقطاعيه الحكومي والأهلي؛ ليهيئ فرصة تبادل الخبرات والآراء التي وضعتها الوزارة في هذا المعرض، وذلك دليل على حرصها على أن يكون هناك نقاشات وحوارات لدمج التجارب التي تجمع الشرق بالغرب؛ فها هي مسيرة التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - تمر بعصرها الذهبي ضمن تطور مستمر، ومعلم الأجيال لن يهدأ له بال حتى يرى بأم عينيه اللحظة التي تصبح فيها كل مرافق الوطن ومؤسساته تُدار بكوادر وطنية مؤهلة. وبما أن نظرته الثاقبة التي ترى أن مسيرة التعليم لا حدود لها فقد أمر - أمدّ الله في عمره - بأن تمدد فترة الابتعاث إلى مرحلة أخرى؛ كي ينهل أبناء الوطن من نهر عطاء المعرفة أينما كانوا. ومن هنا يأتي هذا المهرجان الذي تقيمه وزارة التعليم العالي بالتعاون مع كوكبة من جامعات المملكة والعالم بوصفه ترجمة صادقة كل عام لتوجهات خادم الحرمين الشريفين في النهوض بالمملكة نحو صروح العلى. وها هي جامعاتنا شواهد كونية كبرى ماثلة على ثرى هذا الوطن، بيد باني النهضة التعليمية في بلاد أبى الله إلا أن ترفع كلمة «لا إله إلا الله» محاطة بطهارة الأنبياء. وقد جاءت هذه الخطوة الرائدة لوزارة التعليم العالي تلبية لنداء أب حنون؛ بهدف نشر العلم والمعرفة في بلاد شعارها {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. ويأتي هزيع وزارة التعليم العالي بمهرجانها هذا لتعزز برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ضمن إيقاعية {ن. وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}؛ ليحقق نجاحاً باهراً من خلال الأعداد الكبيرة التي انضمت إليه من خيرة الخيرة من أبناء هذا الوطن؛ لتكتسب المزيد من المهارات والتجارب، ولتعود إلى أهلها مسلحة بالوعي والانتماء، ولتكون أكثر نفعاً لوطنها في مسيرة التنمية المتوثبة التي أرادها المعلم الأول عقداً يسيج الوطن. لم تكن هذه النهضة الكمية والنوعية في التعليم العالي بالأمر اليسير، ولم تكن لتتحقق لولا الجهود الصادقة والمخلصة من خادم الحرمين الشريفين، والميزانيات الضخمة التي خُصصت لهذا القطاع الحيوي منذ أن تولى - أطال الله في عمره - حكم البلاد. هذه هي شيمة خادم الحرمين الشريفين في النهضة والبناء لتهيئة الأرض المعطاء، شتلة غرسها بيديه الحانيتين؛ فاخضرّ الوطن بإنجازات علمية وتعليمية، ديدنها تواصل العطاء المستمر. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وأدام عزه، وحفظ سمو ولي عهده الأمين، وسمو نائبه الثاني، وجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين. عميد القبول والتسجيل بجامعة الجوف