تلعب سلامة أرضية الميدان دوراً كبيراً في الرؤية التدريبية التي يتطلعها مدربو خيل سباقات السرعة، في كونها القاعدة الأولى التي ينطلق منها المدربون في رسم مستقبل الجياد في السباقات، ابتداء من التمارين الأولية ومن ثم المرحلة الأخيرة من اكتمال لوحة إنجاز طموحة ينشدها الجميع عند خط النهاية. ويبرز السؤال عن أرضية الميدان في واجهة الأسئلة التي يبادر بها المدربين في حلهم وترحالهم بين ميدان وآخر، وهذا ما اتضح جلياً أثناء تنقلات الخيل بين الميادين السعودية مع بداية تصفيات دورة كأس الخيل السنوية، حيث كانت الميادين السعودية المشتهرة بأرضية ميدانها وصيانته الدائمة تأتي في مقدمة الخيارات بالنسبة للخيل المهمة لدى كل مدرب في التصفية ومن ثم يتم تصنيف بقية الخيل على مستوى الأرضية وحجم المنافسة المتوقع لبقية الميادين. لتتضح هذه النقطة جلياً في ميدان القصيم الذي كان بطلاً للميادين في نهائي الدورة الخميس الماضي، بعد أن جمعت الجياد المتأهلة من خلاله غالبية نقاط النهائي، ليظفر في نفس الوقت ببطولة الميادين الخاصة بالتنظيم في التصفيات المبدئية. إن الاستمرارية في ثبات أرضية ميدان السباق وكسب رضا الكثير من المدربين هو أمر صعب معقد للغاية، حيث تتطلب إلى كثير من الأيادي الفنية المتخصصة والآليات والخبرات وفق عمليات مترابطة تثقل كاهل إدارات الميادين، وعالمياً يتم الصرف عليها مادياً ويشكل عالي بدون تردد على اعتبار أن الخيل التي تتمرن أو تشارك عليها تقدر بملايين الدولارات وسلامتها مهمة جداً في صناعة الخيل وعمليات التوليد بعد أن تنهي هذه الخيل مهمتها في السباقات التي تعد رافداً اقتصادياً لكل دولة. فما هو الحال لدينا في السباقات السعودية والتي تواجه فيها إدارات الميادين ظروف قلة الدعم والأجواء الصحراوية التي يصعب فيها التحكم في ثبات أرضية الميدان الرملية. غير أن ما حدث في نهائي عز الخيل الثامن عشر وللمرة الثانية سجلت أرضية ميدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفروسية في منتجع نوفا الفروسي، ذلك الصرح الذي حول فيه الواقع إلى حقيقة الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، تفوقاً منقطع النظير، حيث كان الرضا الكامل عن سلامة أرضية الميدان وموائمتها لراحة الخيل، إلى جانب الرضا التام أيضاً من قِبل الخيالة الذين أكدوا بعد نهاية السباق بأن الخيل المشاركة كانت مرتاحة طوال مسافة السباق، وهو العنوان الأهم في صلب هذه النقطة. إن نجاح أرضية ميدان الملك عبدالله للفروسية كان واضح المعالم، ليس فقط من خلال وجهات نظر المدربين والخيالة، بل كان عبر مؤشرات فنية متجردة من لغة العاطفة تعتمد على لغة الأرقام التي لا تعرف (المجاملة)، فالمتتبع للأوقات المسجلة للعام الماضي والأخير، سيعرف من خلالها القدرات الفنية لجهاز الصيانة لأرضية ميدان الملك عبدالله، من ناحية الحفاظ على ميزانية التربة والدقة في تسويتها وعمليات الصيانة التي تعتمد على أسس مهنية ناجحة، فقد جاءت هذه الأوقات متقاربة في غالبيتها بين العامين، والتفاوت بشكل بسيط جداً في البقية بينما كان الفرق واضحاً في شوط واحد المخصص للأفراس المسنة التي حققتا الفوز فيه كل من سمو الغيم لأبناء مدهش الصعبي التي غابت عن النهائي الأخير، وفيها الأمل لعبدالإله العساكر، وهنا تتدخل بطبيعة الحال عوامل أخرى تختص بسرعة السباق والمستوى بشكل عام. في الوقت الذي يجب مراعاة نقطة مهمة جداً في مسألة الأوقات المسجلة على أرضية الميدان بين نهائي العام الماضي والأخير الظروف الجوية المتقلبة التي حدثت في نهائي العام الماضي، وثباتها في النهائي الأخير. المؤكد أن أرضية ميدان الملك عبدالله للفروسية بمنتجع نوفا من حيث سلامتها والأداء الذي ظهرت من خلاله الخيل في النهائيين الماضيين، تؤكد صبغته العالمية وتفوقه فنياً، برسم فكر لا يجيده سوى رجال بفكر الأمير سلطان بن محمد الذي كعادته ينطلق من حيث بدأ منه الآخرين لتشهد دورة عز الخيل نقلة فنية كبرى منذ أن احتضنها ميدان الملك عبدالله للفروسية في منتجع نوفا. الجدول التالي يوضح الأوقات التي سجلتها الخيل الفائزة في نهائي عز الخيل الأول العام الماضي والثاني بميدان الملك عبدالله للفروسية بمنتجع نوفا.