في شأن العمل الخيري والدعوي يشكل الرقم الإنجازي فاصلا مهما في حياة الأفراد والمجتمعات، حيث يجد المرء أرقاماً متميزة لها أهميتها الكبرى في التاريخ، وهو بلا شك مؤشر لنمو الذاتية للفرد وتزكيتها نحو بلوغ الكمال النسبي والتأثير الإيجابي المطلوب. ما ينعم به مجتمعنا في كل الوجوه الخيرية دليل قاطع على اهتمام قادته (حفظهم الله) ببناء الوطن والمواطن فالتاريخ مضيء بالإنجازات والعطاءات التي حققها العظماء من الرجال في مسيرة هذا الوطن المبارك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، المساهمات الفاعلة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم نحو دفع الناشئة إلى حفظ كتاب الله الكريم وتجويده ومعرفة معانيه حتى بات دعم سموه الكريم لهذا التوجه خصوصاً في المسابقات المحلية واقعا ملموسا له أبعاده الإيجابية، فسموه الكريم يمثل حقيقةً مساحات كبيرة من النجاح المتحقق التي تخلد ذكراً حسناً وأثراً واضحاً في الوعي الديني والثقافي. لقد أسس - حفظه الله - رؤيته على فهم متأصل لمعنى الدعوة إلى الله وبذل الخير بشتى صوره وأشكاله حيث بنى هذه الرؤية على تقييم شامل لحاجة المجتمع والأمة لمزيد من التعلم والتعليم والتوعية الدعوية فأدرك سموه الكريم ذلك المنهج بمساهماته حيث في نهاية الأمر تحققت إنجازات مهمة بأرقام لها أثرها وتأثيرها في بناء الفرد والمجتمع في ظل الحاجة الماسة والقائمة إلى هذا التوهج من سموه الكريم في الأداء والعطاء وإخلاص العمل، لقد رأى سموه الحياة من خلال الواقع لا من خلال العواطف فبذل بسخاء وأعطى بثقة حتى بلغ ما أمله وتمناه فكانت آليته في العمل الخيري جماعية وأسلوبه في البذل متجدد وفكرته في التطبيق واضحة وجلية. وفهمه للمسائل الدينية والبرامج الخيرية وفق الأولويات والمتغيرات. لقد كسر سموه الكريم طوق الرتابة والارتجال في أوساط العمل الإداري والخيري واتجه بجهده وحرصه إلى الصياغة الدقيقة نحو تطبيق الآلية الناجحة عبر وسائل وأساليب متطورة وهذا بحد ذاته تحرير من الفلسفة والتمزق المنهجي في الممارسة والتعامل. وللشورى في الأداء والتطبيق منهج ارتآه سموه الكريم فلا تكاد ترى عملاً يتابعه إلا وكان أساسه المشورة والاستخارة حتى إذا ما بدأ العمل رأيت الهمة وصفاء النية وبياض اليد في العطاء والسخاء وفي إعادة بناء الأفكار والدعوة إلى الله كان لسموه الكريم توجه محمود لمسناه ونحن نؤدي أعمالنا في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالقصيم، فمعظم البرامج الدعوية والتوعوية كان هو الدافع الحقيقي لترتيبها وتنظيمها وهو المحرك الفعلي لها انطلاقا من حرصه ومتابعته - حفظه الله - وعلمه بما يحتاج إليه المتلقي وفق حالته ومناخه الاجتماعي خصوصا ما يتعلق بتصحيح التصور وتخليص العقل من الأفكار المنحرفة والتصورات الفاسدة، حيث قرأ سموه الكريم الظروف المحيطة بشكل جيد وأدرك أنواع التكاليف الشرعية التي تقتضي الواجب والمسنون والمستحب والمندوب والمباح حيث يقابل ذلك أمور أخرى في حكم المحرم والمكروه التي حتماً تؤدي إلى تفتت المجتمع وزرع الفتنة والشذوذ فيه فحدد بحنكته نوع الرسالة الموجهة وحرص على التصويب والتقويم وفق توجه سديد. حقاً إنها أعمال توقظ الحس وتعطي ثماراً عظيمة لسلوك المجتمع على الصراط السوي والمنهج القويم المتوافقة مع سنن الله سبحانه وتعالى وأوامره ونواهيه وفي الختام نتوقف عند الفخر والاعتزاز بما أنعم الله علينا بهؤلاء الرجال الأفذاذ الذين بذلوا ويبذلون أوقاتهم وجهودهم وأموالهم وحسبي بسموه الكريم أنه في عداد هؤلاء العظماء والنبلاء الذين يتمتعون بحب الآخرين ودعائهم له حفظ الله سموه الكريم وبارك في جهوده ورفع قدره وعظم أجره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. - المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم