كشف المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الجهات المختصة بوزارة الداخلية تعمل حاليا على إنشاء ثلاثة مراكز للمناصحة والرعاية في المنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية. وقال اللواء التركي خلال جولته مساء أمس الأول مع الإعلاميين في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالرياض: إن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بمدينة الرياض قد تم إنجازه وسيبدأ استقبال المستفيدين خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في مدينة الرياض والآخر بمحافظة جدة، قد أعطيا الأولوية لأنه سبق البدء في تشغيلهما بمرافق مؤقتة كانت مستأجرة. وبين اللواء التركي أن برامج المناصحة والرعاية ليست سحرية بأن يخرج الموقوف إنسانا صالحا، بل عمل منظم وعلمي تحاول مساعدة الموقوف للعودة إلى مجتمعه صالحا ومنتجا، وقال: هناك فئة لسبب أو لآخر لا تقتنع بهذه البرامج وهذا أمر واقع ومقبول، مشيرا إلى أن أكثر من 90% من الموقوفين يعودون لحياتهم الطبيعية ويستقرون في المجتمع ويبنون حياتهم من جديد ويتناسون الماضي. وقال اللواء التركي: إن المركز يعمل بمنهجية علمية يتطلع المسؤولون من خلالها لما يقدمه المركز للمستفيد من أن يستوعب أخطاءه ويصل إلى قناعة تامة ولا نفرض عليه هذه القناعة، بل نوفر الفرص والبرامج والمعلومات التي من شأنها أن ترجعه إلى الطريق الصحيح. من جانبه أكد مدير عام مركز محمد بن نايف المناصحة والرعاية اللواء سعيد البيشي أن المركز يعتمد على أربعة معايير تحدد إطلاق الموقوف من المركز وهي المعيار «الفكري، والنفسي، والاجتماعي، والسلوك العام» وقال: تحكمنا في هذه المعايير استبيانات ومقاييس علمية في مجال علم النفس والاجتماع والمجال الشرعي وهناك لجنة مكونة من أشخاص متخصصين يقومون بمقابلة الموقوفين فإن حصل الموقوف على 70 درجة من 100 درجة يتمكن من الخروج. وأكد اللواء البيشي على وجود لجنة فرز أولية في إدارة استقبال المركز مسئولة عن تصنيف الحالات عمريا وعلميا وفكريا خشية انتقال الأفكار داخل المركز بين هذه الفئات، وقال: نحاول أن نضع كل فئة في اتجاه معين، مشيرا إلى أن بعض الأمور في عملية الاختلاط بين الموقوفين لا نستطيع الاحتراز منها لكن تكثيف البرامج الدعوية والإرشادية تساهم في تحديد بعض الموقوفين خاصة ممن جاؤوا من السجون إلى المركز فمن تبين أنه لم يعدل عن فكره فسوف يعالج وفق آلية شرعية ويتحمل مسؤولية فكره إضافة إلى وجود إجراءات نظامية تحكم آلية التعامل مع الموقوف فمن تخلى عن فكره وأعلن التوبة وتقرر لجان المناصحة بأنه أعلن توبته فيتم استقباله في المركز ومن يحمل فكرا لا نستقبله. وأكد اللواء البيشي وجود دراسة سلطت الضوء على بعض الجوانب وأهم السمات والخصائص لهذه الفئة التي وقعت في براثن الفكر المتطرف وبينت الدراسة أننا أمام ظاهرة شبابية، مشيرا إلى أن أعظم المتورطين من الشباب السن يتراوح ما بين 18 إلى 25 سنة، وبينت الدراسة أن خصائص الشباب لا يمتلكون علما شرعيا يساعدهم على التحدث في مسائل الجهاد والتكفير والولاء والبراءة المعصومة، وحق ولاة الأمر والسمع والطاعة بل إنهم أصبحوا يستقون المعلومات من مصادر قد تكون نكرة بل البعض يستقي معلوماته من فتاوى شرعية عبر وسائل الانترنت المفتوحة ويوظفها للقيام بعمل معين. وقال اللواء البيشي: إن نتائج الدراسة رسمت مسارا جيدا لعملية العلاج عن كيفية التعامل مع القضية الفكرية الموجودة في المملكة خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وأوضح اللواء البيشي أن نحو 2336 مستفيد خرج من المركز حتى الآن وأن نسبة الذين يعودون بعد المناصحة لا تتجاوز 10%، مشيرا إلى أن المركز نفذ 8916 جلسة مناصحة داخل السجون و95 دورة علمية استفاد منها 1499 موقوف، كما تم إطلاق برنامج المناصحة الموجهة ويستهدف الأسر في منازلها استفاد منه 52 أسرة و11 امرأة بواقع 71 جلسة.