بأكثر من خمسة وثلاثين بحثاً علمياً ومشاركة ما يربو على المائة وخمسين مؤرخاً ومؤرخة، زف المؤرخون المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية. وكان ذلك من خلال اللقاء العلمي الرابع عشر للجمعية التاريخية السعودية الذي رعته دارة الملك عبد العزيز على أرض طيبة الطيبة. حيث جاء هذا اللقاء العلمي الناجح بكافة المقاييس امتداداً للقاءات العلمية السابقة للجمعية التاريخية السعودية والتي كانت تتوزع على مدن المملكة العربية السعودية متخذة من تواريخ هذه المدن المختلفة مواضيع لها كما وجه الرئيس الفخري للجمعية وأمير المؤرخين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. حيث رأى سموه وبثاقب نظره أن للتاريخ دورا كبيرا في زيادة اللحمة الوطنية ومن هنا يجب أن لا يقتصر الاهتمام التاريخي على مدينة دون أخرى أو منطقة دون أخرى على امتداد وطننا الغالي. وتجاوباً مع اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لبت الجمعية التاريخية السعودية النداء الوطني وجاءت ممثلة في أعضائها لتزف عروس الوطن. حيث افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة هذا اللقاء وقدم له الدعم والرعاية من بدايته إلى نهايته وهو أمر ليس بمستغرب على سموه وقد تربى في مدرسة سلمان التاريخية. وقد تكون اللقاء من ثماني جلسات علمية تناولت كل جلسة مجموعة من الأبحاث ذات الصلة بتاريخ المدينة. ومن هذه الأبحاث بحث العلاقة بين اليهود والأوس والخزرج للدكتور فهد العتيبي وممارسة المرأة لحقوقها في المجتمع المدني في العهد النبوي للدكتور صالح الضويحي وإحياء الأراضي الزراعية في المدينة في صدر الإسلام للأستاذ الدكتور عبد العزيز الهلابي والمصادر الأولى المفقودة في تاريخ المدينةالمنورة للأستاذ الدكتور فهد الدامغ ومحافظة ينبع تحت حكم محمد علي باشا للأستاذ الدكتور عويضة الجهني وعرض لسجل عثماني عن أربطة المدينةالمنورة عام 999ه للدكتور سهيل صابان. كما تخلل اللقاء جلستين مستقلتين خصصت الأولى للتعريف بالمؤتمر الدولي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز آل سعود تحدث فيها الأستاذ الدكتور صالح العمري والأستاذ الدكتور عبدالله الربيعي. أما الثانية فقد خصصت للتعريف بمحور تاريخ المدينةالمنورة في مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين تحدث فيها الأستاذ الدكتور عبدالله الرقيبة والدكتور فهد العتيبي. نعم لقد نجح لقاء الجمعية التاريخية الرابع عشر في المدينة وبدرجة منقطعة النظير. وإذا أردنا أن نبحث في أسباب نجاح هذا اللقاء لوجدنا أن على رأسها توجيهات رئيسها الفخري صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز رعاه الله. كما كان لرعاية أمير المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز لهذا اللقاء العلمي دور كبير في إنجاحه. ومن بين أسباب نجاح هذا اللقاء كذلك رعاية دارة الملك عبد العزيز ممثلة في معالي أمينها العام معالي الدكتور فهد السماري والفريق العامل معه. كما كان للعمل الدءوب والمنقطع النظير من قبل رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية سعادة الدكتور عبدالله الزيدان وأعضاء مجلس إدارتها، بل وكافة أعضائها دور كبير في ظهور هذا اللقاء بهذا المظهر المشرف. وأخيرا وليس آخرا لا يفوتني أن أذكر دور قناة الثقافية من خلال مذيعتها المتميزة جواهر لافي التي كانت الذراع الإعلامي لهذا اللقاء. فلجميع هؤلاء الشكر والامتنان على ما قدموه لإنجاح هذه التظاهرة التاريخية الهامة. عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية والناطق الإعلامي باسمها