أعلنت وزارة الداخلية القبض على خلية تجسس استخبارية لصالح إيران وهذا أمرٌ غير مستبعد، ففي تقرير أمريكي ذكر بأن هناك قرابة ثلاثين ألف جاسوس يعملون لحساب نفس الدولة، منتشرين في المنطقة. الحديث عن هذا الملف له أهله، فللبيت ربٌ يحميه (والحامي الله - سبحانه -) والذي يهمنا هي سفينة الإصلاح في المملكة بقيادة ربانها عبد الله بن عبد العزيز الذي أطلق صافرة البداية منذ عام 2005م، وبدأت رحلة الإصلاح في مفاصل ومؤسسات الدولة القائمة، وما أُنشئ بعد ذلك التاريخ، وأصبح الإصلاح بجميع ملفاته وملحقاته هاجس رجالات الدولة، وتُرجم بعد ذلك إلى هيئة مكافحة الفساد لتصل المملكة لمرتبات جيدة بين الدول. السعوديون المقبوض عليهم المنتمون لتلك الخلية التجسسية جميعهم يحملون شهادات عليا، ويعملون في أهم مؤسسات الدولة الخاص منها والعام، فمنهم من يعمل أكاديمياً وعضواً في عدة لجان تعليمية ومسئول عن جيل كامل سيخرج من تحت عباءته التعليمية، ومنهم من يعمل طبيباً في أحد أهم المستشفيات والتي تسجل أرقاماً عالمية باسم المملكة في البحوث والدراسات الطبية، ومنهم من يعمل في القطاع المصرفي والمالي مديراً لإدارة الحوالات الخارجية في أحد المصارف، بمعنى أنه يعلم عن كل مبلغ يتم تحويله للخارج في ذلك المصرف. بنظرة سريعة نستطيع القول بأن الخلية التي اتخذت من اليمن خاصرة المملكة والخليج مقراً لمركز معلوماتها، حيث يتم إرسال المعلومات هناك ثم تصل إلى المعنيين في تلك الدولة، نستطيع أن نقول بأنها - الخلية - توغلت في أجهزة ومؤسسات الدولة، لتعبث بسفينة الإصلاح في المملكة التي قطعت شوطاً ليس بسهل قرابة الثماني سنوات، ثم رشقتها بمجانيق الغدر والخيانة. إن هذه الحادثة تهمس في أذننا بأن الإصلاح في المملكة محارب ويجب إعادة تقليب أوراقه ومراجعته، ووجب علينا كشعب وفيّ الالتفاف حول القيادة، لنحمي هذه السفينة من الغرق حتى يستمر الاستقرار في هذا الوطن الغالي. [email protected]