قام وزير الإعلام والاتصال الأردني (سميح المعايطة) بتسليم ابنه إلى الأمن العام في عمان لينال جزاءه وفق (القانون), عقب اعتدائه على أحد أستاذته (بجامعة الزرقاء الخاصة) يوم الأربعاء الماضي! أنا شخصياً أعتقد أن (قراءة وتداول) مثل هذا الخبر الجميل عبر الصحف والمواقع الإلكترونية يبعث فيني (كمواطن عربي) الارتياح، والتفاؤل بأن الأمور قد تتغير في مجتمعاتنا نحو الأفضل، وأن ما يروج له عادل إمام (صاحب التجربة الدنماركية) في أفلامه من عبث (أبناء الوزراء) أمر غير صحيح، أو على الأقل هو فقط حبيس (شاشات ودور السينما)! بكل تأكيد لم يكن (والدي) أطال الله في عمره وزيراً في يوم من الأيام، وإلا كنت أخبرتكم عن مشاعر (ابن الوزير) بعد أن يخرج والده من الوزارة، وبماذا يشعر؟! ولكن دعوني أخبركم أمراً حدث قبل نحو شهرين من الآن.. التقيت أنا ومجموعة من الزملاء الإعلاميين (أ.جاسر الجاسر, د.أحمد العرفج، أ.خالد السهيل، أ.عبدالله المديفر) في لقاء وحوار مفتوح عدداً من (عباقرة العقول السعودية الناشئة) متفوقين في الكيمياء والفيزياء والرياضيات، وكان البرتوكول المعمول به بعد (الحوار الرسمي) أن يقوم الإعلاميون المدعون بالتنقل أثناء العشاء على الطاولات للتحدث مع الشباب والإجابة عن أسئلتهم بشكل شخصي ومباشر! ولكوني (كسولاً) فقد اخترت أقرب طاولة للبوفيه، وجدت فيها خمسة طلاب على ما أذكر أنهم من (ينبع، أبها، الطائف، الرياض) يسألون؟! وأنا أحاول الأكل ثم الإجابة! وكل طالب يذهب للبوفيه أطلب منه أن يعود لي بشيء من هناك! فصاحتهم، وجرأتهم، وطرق تحاورهم، واختلافهم حول بعض الأفكار المطروحة، كان مثار إعجابي! في (نهاية الجلسة) سألت كل واحد ماذا يعمل والدك وهل أثر عمله في (موهبتك)؟! كانت الإجابات متنوعة.. ولكن الذي يجلس بجواري، وأكثر واحد طلبت منه (إحضار الحلوى) من البوفيه صدمتني إجابته؟! قال لي: والدي يعمل (وزيراً)! بلعت (الحلوى) بصعوبة، وبحلقت في الصغير وقلت له: (وزير) إيش يا قرة عيني؟! قال أنا (عمر) ابن وزير التجارة، متفوق في الرياضيات، وتعامل الجميع معي هنا (طبيعي) وبناء على موهبتي وليس وظيفة والدي! أنا لا أعرف وزير التجارة شخصياً، وليس لي أي مصالح معه، ولكن أقول له أحسنت التربية، فابنك قدم نفسه وأقنع كل من حوله (كموهوب)، وليس (كابن وزير)، والفرق كبير! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]