نفى رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي ما تداولته مواقع إلكترونية وصحف محلية حول اتصالاته المباشرة بالرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أنه لا يعرف الأسد لا من بعيد ولا من قريب وأنه لم يتدخل لديه لإطلاق سراح 600 تونسي سجين بسوريا. من جهته قال المدير التنفيذي لحزب حركة نداء تونس التي يرأسها الباجي قائد السبسي، إنه لا أساس من الصحة لما راج من أخبار حول العلاقة المباشرة للسبسي بالرئيس السوري، مستنكراً تصريحات عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الذي أعلن من الدوحة إبان انعقاد القمة العربية، بأنه لا صفة للسبسي ليتكلم باسم الحكومة التونسية. وكان منصر أكد أن ملف الجهاديين التونسيين في سوريا والجزائر يؤرق السلطة التونسية، مضيفاً أن الرئاسة التونسية على اتصال كامل مع السلطة المجاورة لمنع محاولات سفر الشباب للقتال مشدداً على ضرورة عدم توظيف هذا الملف الخطير سياسياً. والحقيقة أن وضع النقاط على الحروف من طرف الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية أعاد الأمور الى نصابها وعدل ساعات بعض الأطراف التي أرادت الركوب على مسألة اجتماعية حساسة تعانيها مئات العائلات التونسية التي سافر أبناؤها خلسة الى سوريا للجهاد وظلت على أحر من الجمر في انتظار خبر عودة فلذات أكبادها الى أرض الوطن. ولا تزال هذه العائلات في انتظار أي بصيص أمل يعيد إليهم أبناءهم سالمين، وهو ما تسعى إليه السلطة الرسمية، إلا أن تدخل أطراف من خارج الترويكا في الموضوع دون أن تكون قادرة على إيجاد حل للمشكل، من شأنه إرباك محاولات إيقاف نزيف السفر بهدف الجهاد، وربما تزايد تعنت الجهات المنظمة لعمليات سفر خيرة شبابنا الى أتون الحرب السورية. وكانت الحكومة أعلنت منذ ثلاثة أيام عن فتحها تحقيقاً قضائياً حول مسألة تسفير الشباب التونسي للجهاد الى جانب المعارضة السورية المسلحة وما ترتب عن ذلك من استشهاد العشرات وسجن المئات واختفاء البقية في ظروف غامضة في الأراضي السورية. والثابت أن التحقيقات الجارية سوف تكشف عن الجهات المجهولة التي تقف وراء هذه الظاهرة التي استفحلت تفي تونس على الرغم من حملات التوعية التي تنظمها جمعيات أهلية لثني الشباب عن الرمي بأنفسهم في النار.