يقوم كرسي أبحاث الزراعة الدقيقة في جامعة الملك سعود بتوظيف تكنولوجيا الزراعة الدقيقة لتحقيق زراعة مستدامة وحفظ للبيئة الزراعية الضعيفة بالمملكة. وقال الدكتور خالد بن علي القعدي، المشرف على الكرسي، إن علم الزراعة الدقيقة يعتبر جديد كلياً، وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط تقام مشاريع بحثية كبيرة في تكنولوجيا الزراعة الدقيقة تتبناها جامعة الملك سعود. وأوضح أن الزراعة الدقيقة تُعنى بتطبيق المدخلات الزراعية (مثل البذور والمياه والأسمدة والمبيدات) بالكميات المناسبة في الوقت المناسب وفي المكان المناسب وبالطريقة الصحيحة، ما يساعد المزارعين في تعظيم كفاءة استخدام المدخلات مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة الاقتصادية الزراعية وحماية البيئة. وأضاف أن الزراعة الدقيقة تنطوي على رصد وتقييم وإدارة التغيرات المكانية والزمانية فى خصائص التربة ونمو المحاصيل. ومن أجل تطبيق الزراعة الدقيقة بشكل فعّال، فإن استخدام التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وتقنية المعلومات والاتصالات وتقنية الحساسات والشبكات اللاسلكية ورسم خرائط الإنتاجية وتقنية تطبيق المعدلات المتغيرة يعتبر ذي أهمية بالغة.وأكد الدكتور القعدي أن أبحاث الزراعة الدقيقة تتم الآن في مزرعتين تجاريتين في منطقتي حرض والخرج، إحداهما (نادك) التي تم توقيع مذكرة تفاهم للعمل البحثي التعاوني بينها وبين جامعة الملك سعود، إذ يتم حالياً تنفيذ أبحاث الزراعة الدقيقة من خلال مشروعين بحثيين بتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحت برنامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية وهما: «الرسمدة الدقيقة لزراعة مستدامة فى المملكة العربية السعودية» و»خرائط إنتاجية المياه وتقييم أداء الري للمحافظة على مياه الري: دراسة بمنطقة الخرج بالمملكة العربية السعودية». الهدف الرئيسي من هذين المشروعين هو تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد (مثل المياه والأسمدة) في الزراعة. وختم الدكتور القعدي بأن كرسي أبحاث الزراعة الدقيقة يقوم أيضاً بإنشاء خرائط لنوع المحاصيل، إنتاجيتها، البخر-نتح وإنتاجية المياه من المحصول. المشروع الطموح الثالث المزمع تنفيذه هو بعنوان «استخدام المياه المالحة لإنتاج الطماطم داخل البيوت المحمية باستخدام الزراعة المائية» الذي تم الموافقة على تمويله من قِبل برنامج الخطة الوطنية للعلوم والتقية وسيبدأ تنفيذه قريباً.