التركي: جازان أغنى مناطق المملكة بمصادر المياه المتجددة ومعدلات الأمطار تصل إلى 600 مم سنوياً. مازالت جازان التي حملت لقب سلة غذاء المملكة سنوات طويلة تنتظر المستثمرين لزراعة أراضيها الصالحة للزراعة التي بلغت مساحتها 240 ألف هكتار، وأكد مختصون زراعيون أن منطقة جازان قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة من الإنتاج الزراعي والغذاء، وتصدير الفائض من المنتجات الزراعية، حيث تتمتع جازان بسهول ساحلية على شواطئ يبلغ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ (323 كيلومتراً) ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ، وتعد ﻣﻦ أنجح البيئات ﻟﻼﺳﺘﺰراع اﻟﺴﻤﻜﻲ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺴﻮق اﻟﻤﺤﻠﻲ وﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻟﻸﺳﻮاق اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، كما أنها تعتبر منطقة شبه استوائية حيث تتراوح معدلات الأمطار فيها من 150 إلى 200 مم سنويا، وقد رأت الدولة ممثلةً في وزارة الزراعة بأنها من المناطق الزراعية المهمة، فوجهت بإقامة محطة للأبحاث الزراعية بحاكمة، على مساحة تقدر بخمسين هكتاراً ومدها بكل المنشآت والإمكانيات اللازمة لإجراء البحوث الزراعية للنهوض بالمنطقة زراعياً على أسس علمية صحيحة مع إدخال الميكنة الزراعية في جميع مراحل الزراعة واستخدام طرق الري الحديثة. وقال مدير مركز الأبحاث الزراعية في منطقة جازان المهندس صالح القحطاني «إن المركز عمل على مجال أبحاث زراعة أشجار الفاكهة الاستوائية وشبه الاستوائية بعد دراسة الظروف البيئية للمنطقة من قبل خبراء، وتم إدخال أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة الاستوائية وشبه الاستوائية بغرض دراستها وتقييمها تحت ظروف المنطقة المناخية، وقد دلت النتائج على نجاحها مما ساهم بالتوسع في زراعتها وتعميمها على مزارع المنطقة مع إرشادهم وتشجيعهم على استخدام التقنية الحديثة في الزراعة كالري بالتنقيط واستخدام الأسمدة والمبيدات وتنفيذ العمليات الزراعية المختلفة». وأضاف «أن أنواع أشجار الفاكهة التي تمت دراستها هي المانجو التي تعتبر أهم أشجار الفاكهة ونجحت زراعتها في المنطقة، وهي ذات جودة وإنتاجية عالية، وكذلك الجوافة حيث تم إدخال صنف جوافة أمريكى أبيض واُنتخب منه صنفا «حاكمة» و»الفاو»، وكذلك الباباي، والتين كما تم إجراء بحوث عديدة في مجال المحاصيل الحقلية، وقد تم تركيز أعمال الباحثين في المركز على إدخال أصناف محاصيل حقلية وعلفية جديدة لم تكن معروفة لدى مزارعي المنطقة؛ وذلك لدراستها وإجراء التجارب عليها مع المحاصيل التقليدية في المنطقة. وقد أثبتت نتائج التجارب أن معظم أصناف المحاصيل المدخلة أعطت محصولاً يضاهي الإنتاجية العالمية». وأوضح القحطاني أن المركز يقوم بالعديد من الأنشطة منها إجراء التجارب الزراعية وتقدير الاستهلاك المائي للتين (صنف براون تركي) باستخدام طريقة الميزان المائي، وتجديد أشجار المانجو الكبيرة وغير المنتجة، ودراسة تأثير كمية السماد على أشجار المانجو (صنف جلن)، وإجراء العمليات الزراعية الروتينية لأشجار المانجو والجوافة والتين وأنواع أخرى من الفاكهة الاستوائية، مثل الري والتعشيب والتسميد والحصاد ومكافحة الآفات. وإكثار محصول الذرة الشامية والفول السوداني علف الكلتوريا، وإكثار شتلات أصناف المانجو والجوافة والتين وبيعها على المزارعين بأسعار رمزية وكذلك إكثار شتلات الحرجيات والزينة للمساهمة بها في أسبوع الشجرة. وخدمات مختبر التربة التي تتركز على إجراء التحاليل للتربة والنبات حسب متطلبات التجارب في حقول المركز وإجراء التحاليل للتربة والماء والنبات لأراضي المزارعين لمعرفة نوع المحصول المناسب للمزرعة ومعدل التسميد. وأضاف القحطاني «تم إنجاز خمسين بحثاً حول المحاصيل الزراعية (الألياف، والحبوب، والزيوت، والأعلاف) ويتضمن البحث موعد الزراعة، وكمية المحصول، والأصناف والتسميد، بالإضافة إلى ستين بحثاً حول الخضروات تركز حول موعد الزراعة، وكمية المحصول، والتسميد، والأصناف، و28 بحثاً عن الفاكهة الاستوائية (مانجو، وجوافة، وباباي، وتين، وأناناس) وتتضمن البحوث موعد الزراعة، وكمية المحصول، والإكثار، والأصناف، بالإضافة إلى 23 بحثا عن وقاية النبات، وذلك من خلال مكافحة الآفات، ومقاومة الحشائش، وعشرة بحوث عن المقننات المائية، ويتم من خلال تلك البحوث تحديد الاحتياجات المائية لبعض المحاصيل والخضروات. وأكد الأستاذ في قسم علوم التربة، كلية علوم الأغذية والزراعة، جامعة الملك سعود الدكتور علي محمد التركي في دراسة قدمها في ورشة عمل في جامعة جازان أن جازان من أغنى مناطق المملكة بمصادر المياه المتجددة، وتصل معدلات الأمطار إلى 600 مم سنوياً على المرتفعات الجبلية و200 – 300 مم في السهول. بينما تستأثر سهول تهامة بحوالي 60% (1265 مليون م3 سنوياً) من كميات السيول في المملكة التي يبلغ حجمها 2025 مليون م3 سنوياً، أكثر من نصفها في منطقة جازان. وكشف خلال الدراسة حقائق عن منطقة جازان من حيث المساحة الإجمالية، ومساحة السهول، وعدد السكان، والكثافة السكانية، وقوة العمل، وعدد العاملين في القطاع الزراعي، ومساحة الأراضي المزروعة في عام 2009 وعام 2010، مؤكداً أن عدد الأراضي المزروعة انخفض العام الماضي إلى النصف، كما تطرق إلى الموارد المائية في المنطقة من حيث الأودية والسدود التخزينية المنتشرة في المنطقة، وأشار إلى مدى الحاجة الماسة للاستفادة من هذه السدود وأن تكون نعمة لا نقمة على الأراضي الزراعية في المنطقة. ونوه التركي إلى أهمية وجود استراتيجية لتنمية زراعية مستدامة في المنطقة، وذلك من خلال تنمية المصادر المائية، وتشجيع الزراعة التقليدية، وإنشاء وحدات بحثية للمحاصيل التقليدية، وتشجيع زراعة المحاصيل البستانية، وتقنين (ترشيد) استخدام المياه للمحاصيل البستانية، وسن قوانين السلامة البيئية، وأشار التركي إلى نتائج «منتدى الاستثمار الزراعي» في منطقة جازان وسهول تهامة الذي عقد بتاريخ (11/1422) في الرياض عُرض خلاله فرص استثمارية تمحورت في ثلاثة محاور هي: الاستزراع السمكي: مجدٍ اقتصاديا (32%)، والتصنيع الغذائي: فرص صغيرة، مرتبطة بالسمكي والزراعي، والاستثمار الزراعي (فاكهة وخضار): (محدودية المياه، محدودية الأراضي 94 ألف هكتار، نقل الماء لها مكلف)، وهو مرتبط برؤوس الأموال، وقد تقف المشروعات فجأة عند أي محدد دون اعتبار للتأثيرات الاجتماعية والبيئية على المنطقة. وكشف مساعد مدير الزراعة في منطقة جازان محمد الأشقر عن طرح عدد من الأراضي في منطقة جازان للاستثمار السمكي بمساحة إجمالية بلغت 12557 هكتاراً، وأشار الأشقر إلى أنه نظرا للتنوع التضاريسي في المنطقة فإنه يتم زراعة العديد من الأنواع النباتية بها بنجاح ومنها الحبوب؛ حيث يمكن زراعة الذرة الرفيعة والدخن، والسمسم، ومن الفاكهة المانجو والجوافة والتين والباباي والموز، كما يمكن زراعة العديد من محاصيل الخضار: الطماطم، والباميا، والباذنجان، والفجل، إضافة إلى بعض الخضروات الورقية، كما يتم زراعة العديد من النباتات العطرية مثل الكادي، والبعيثران، والريحان، والشار والشيح، والفل الذي اشتهرت به المنطقة، إضافة إلى أن وزارة الزراعة تهتم بالتنمية المستدامة؛ لذلك وضعت العديد من الخطط لتنمية زراعية مستدامة في المنطقة أسوة بجميع المناطق الأخرى، ويوجد الآن برنامج للتنمية الريفية في المنطقة ينفذ منذ خمس سنوات. قدم فرع صندوق التنمية الزراعية في منطقة جازان منذ افتتاحه عام 1384ه 16142 قرضاً متنوعاً بقيمة إجمالية تجاوزت 1.25 مليار ريال. وأوضح مدير فرع الصندوق الزراعي في المنطقة المهندس محمد بن محيميد هادي أن عدداً من المشروعات المنفذة في المنطقة بلغت 22 مشروعاً شملت مشروعات زراعية وحيوانية بلغت قيمتها أكثر من 180.5 مليون ريال إلى جانب الإعانات الزراعية المقدمة للمزارعين والمستثمرين الزراعيين بقيمة بلغت 160 مليون ريال . وأكد أن الصندوق يهدف من خلال تلك المشروعات والقروض إلى تشجيع زراعة المحاصيل الزراعية، وتربية المواشي، والدواجن، والأسماك، والرُبيان، وتربية النحل، وتسويق المنتجات بطريقة سليمة تضمن عائداً مجزياً للمنتج وسعراً مناسباً للمستهلك في المنطقة والمملكة. 5