تنفض رأسك كل صباح تسترد فيه روحك لتحيا.. فتجد جيوشاً من الأسئلة قد عششت فيه.. كما السابق سرب الأسئلة قلت: مفحم للفضاء.. فضاء النفس في الصبح تستيقظ على مآزق الاستبداد.. وفي الليل تُسلمُ الروحَ, والخلاصُ منه حلمها.. العالم على كف نقيض.. معتمٌ ما شاء الإنسان يُغطسه في الصديد..! مشرقٌ ما شاء يراودُه طيفُ الخلاص.. فالإنسان المعاصر بين إفراز يعمُّ.. وحلم يوهِم.. لا رفق كما زهرة العدالة.. ولا حرية كما ثمرة البرزخ..! وتكتظ الأسئلة.. ولا يُخرجُ الرأسُ شيئاً منها.. تنفضه بقوة فلا يتنفس بها.. تُطبق يديك عليه فلا يُفرج عنها.. تصفقه في وجه الذي يحدث.. فراغٌ مأهولٌ بكل إفراز الأحداث تعم حولك.. تهيمن على فراغاتك أنت.. تعسكر في شرايينك أنت.. وتشعل وقود أسلحتها في جوفك أنت..! إنسان الأرض, وابن الواقع.. تحاول أن تخرج رأسك عن وهم أحلام تراود ناظريك.. هلاميةً في وطيس استبداد البشر في الساحات المأهولة بأصواتهم.. ومناكبهم.. تعجز أن تفعل.. تزداد أسراب الأسئلة.. تفتك في هجومها أنسجة رأسك.. رأسك يكبر.. ويكبر.. ويكبر.. مستبد إنسان العصر.. ما شاء له انفلاته.. لا يرفق بدربه, ولا بحلمه.. ولا حتى بحد الفاصل بين ما, وما..! مشلول التفكير ومقيّد الوعي, تهيمن عليه نزواته, تحبسه في أتونها.. ولست الوحيد الذي تستيقظ ورأسك مستعمر بجيوش الأسئلة.. وكفك خالية من الدرع.. أعزل في مهب الإجابات الضائعة.. أنت الفاقد المفقود.. وتطلق سؤالك اليتيم الحائر: ما الذي أفرزته مصر, وسوريا.. وغيرهما من أسراب أسئلة فتكت برؤوس الناس.. ورأسي....................!!؟ عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855