بعد أن تحدثوا معك وعنك جميعهم.. بعد أن حبَّروا الصفحات.. وعبأوا القنوات.. وزفروا الآهات.. وسكبوا العبرات.. وأنت بريئة، غاية أمنياتك بعد أن حملت العبء الثقيل أن يكون بين يديك جهاز إلكتروني يعبث به صغارهم، يبدِّلونه مع كل إشراقة تبتدر بها مصانع التحديث يومهم... ريهام، سأكون إليك الآن علناً.. أسألك ما الذي ستفعلينه حين تعي حجم الكارثة الإنسانية التي زُججتِ في أتونها..؟ ما الذي ستقولينه ما قلتِه بعد...؟ ما الذي ستشعرين به ما وعيتِ الإحساس به بعد..؟ يا صغيرتي... لم يكن بمقدورنا لملمة الخشاش الذي في الصدور.. لنكون لك الدرع.., ولا عرفنا السبيل لتجاوز الحواز دون طمي الضمائر.. لنطهر السبيل إليكِ.. ولا بلغنا معرفة مكامن الغسلين في مسالك السادرين.. لنقيكِ وبال وبائهم.. ويا ريهام، يا صغيرتي،... لم يكن الإنسان مهملاً البتة في قاموس الأمانة.. والعدل.. ولا كان مقصياً عن منصات المسؤولية.. والواجب.. يا ريهام..، أيتها الياسمينة المتفتحة في غفلة من الريح..، شققتُ اليوم عن آهة طويلة لتصلك..، تأتيكِ بظلها فتحتويكِ منها دعوةٌ عميقة..، امتدت برجفتها..، ودمعتها..., وابتسامتها..., وأملها..., ورجائها له هناك..،, وهو في سمائه التي تظلكِ..،, ورحمته التي تبركِ...، ولطفه الذي يغيثكِ..., وقضائه الذي بيده محو سيئة عنكِ.... اليوم أنتِ الناطقة بالحرفِ، الآهلةِ بالحبر.. ترى أتغفرين يوماً أن لم تحْمِكِ موجبات المسؤوليةِ...؟ ولا وقتكِ ضميرية الخشيةِ.. ولا أقلقتكِ فراطةُ التفريطِ..؟ صغيرتي، ستبقين تملأين خانة الوقتِ.. لن يتخثر الشعور بكِ.. وستبقى لكِ أجنحة الدعاء.. وثقة الإجابة..، عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855