« أمم متحدة «، «مجلس أمن دولي»، «جامعة الدول العربية»، «جمعية حقوق الإنسان دولية»، جمعية رعاية الحيوان دولية»..!! « و.. نزع السلاح»، و»حظر التسلح النووي»...!! و... شعارات: العدالة، القانون، وتجريم العدوان، ومحاكم دولية لمقاضاة الخونة للقانون الدولي، المتجاوزين حقوق الإنسان، المنتهكين لأمن الإنسان، والشعوب، والأوطان.. بل محاكمة المعتدين على كلب نابح، أو قرد سارح, أو تمساح سابح..! تصريحات، ومجالس، واجتماعات، وميزانيات تُرصد لحسابات كلِّ هذه المجالس، والجمعيات، وتُهدر الأحبار، وتشغل خطوط الاتصالات، وتملأ الآذان، وتتراكض الأقدام... وتكتظ مسارب المحطات الفضائية والبحرية والبرية والفضائية بأنباء ذوي الشعارات، وأعضاء المجالس وقادة المفاتيح..! ودولة هي كالخال في خد الأرض،.. صغيرة نسبة لاتساع مساحاتها حيث تتوزّع فوقها هذه المرجعيات، التي تتصدّى للقرارات، وتتصدّر منصّات التوجيه، والرفض، والأمر، والتحكُّم في مصير الأمم، والإنسان.. صغيرة نسبة لعدد سكان الأرض.., لكنها كبيرة بكل نبضة في صدر إنسان بسعة الحق، وقوّته، وبعدالة التقسيم، وواجباته، وبتمكين العضوية في جسد الإنسانية وأولويتها، وأحقيتها.. كبيرة بإنسانها: سوريا..., ... سوريا.. ترزح في خيباتها، وعرائها، وعجزها أمام ظلم فرد واحد، وبطانته،.. لم تستطع كل تلك المجالس، والشعارات، والقوى، والقوانين، والجمعيات، والقرارات، وولاية الهيمنة أن توقف تيارات السَّفك لدمائها، وجبروت الطُّغْية عليها.. سوريا... سوريا وصمة سوريا بهذا الواقع الذي تمر فيه، لحقبة العالم الذي تعيش بكل ادعاءات شعاراته، مجالسه وقراراته.. سوريا.. سوريا.. يا لفراغ الشعارات من أفعالها. يا لخيبة الإنسان في قانونه.. يا لضياع الحق فوق الأرض. يا لوهن القوة، والقدرة، والهيمنة وادعاءاتها.. يا لهباء اللجان، والمجالس، والموازنات، والقرارات.. يا لفقد الإنسان فيها، وضعفه، وعرائه، وعزلته، وتيهه، وشتاته.. وكذلك طيرها، وشجرها، ومخابئ قوتها، ومنابع مائها.. وأسترة مساكنها.. فيا لمهزلة الواقع.. يا لمهزلته.. يا لمهزلته.. أنت لها يا رب.., ولكلِّ كرب عظيم. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855