في مساء يوم الاثنين 15-4-1434ه فجعت عائلة الحمود بوفاة أحد شبابها الصالحين (ريان بن عبدالرحمن بن سعد الحمود) وهو في عز شبابه لم يكمل العام السابع عشر، وقد خيم الحزن على العائلة بأكملها صابرين، محتسبين ذلك عند الله تعالى، وكانت الصدمة أقوى على والديه اللذين ربياه أحسن تربية وذاقا حلاوة بره بهما، ولكن قدر الله لا مرد له فلكل أجل كتاب وحانت ساعة الفراق وتألما أشد الألم لفقده إلا أن قوة الإيمان والرضا بالمقدور كانا سبباً في تخفيف مصابهما فإنا لله وإنا إليه راجعون. هذا الشاب -رحمه الله- له مواقف ومآثر لم تكتشف إلا بعد وفاته، حيث كان حريصاً على عمل الخير في السر طلباً للأجر والثواب وخوفاً من الرياء، حيث نقل عنه محبوه ما كان يعمل مع المحتاجين من الشيوخ والفقراء والمساكين ما لا يعلمه إلا الله، حتى أقرب الناس لديه ما كان يطلعهما على عمل الخير الذي يعمله. لقد بكاه أهله وذووه وجيرانه ومعلموه وزملاؤه في المدرسة الثانوية، كان محباً للخير معيناً ذا الحاجة الملهوف، باراً بوالديه محافظاً على شعائر دينه، خادماً لبيت الله، عطوفاً رحيماً مبتسماً، قل الزمان اليوم أن يجود بمثله، فهنيئاً له هذه الخاتمة الحسنة وهنيئاً لوالديه برضاهما عنه. وقد تلقى والداه وذووه التعازي طيلة الأيام الثلاثة الأولى من وفاته، حيث وفد خلق كثير من المعزين عليهم علامات الأسى والحزن لفقده لعلمهم بصلاحه وسماته الطيبة، وألسنتهم تلهج بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وذكر مآثره الطيبة، وقد شهد له بالخير كل من حضر ممن يعرفه ويعرف عمله في السر لما يعلمون عنه من الصلاح والاستقامة، والناس شهداء الله في أرضه، فلما مرت جنازة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليها الصحابة خيراً قال صلى الله عليه وسلم وجبت أي وجبت له الجنة. فا للهم لك الحمد في السراء والضراء لا راد لقضائك ولا معقب لحكمك، أنت القاهر فوق عبادك، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. اللهم تقبل عبدك ريان واجعله في عليين في الفردوس الأعلى مع الشهداء والصاحين، وارزق أهله الصبر والسلوان واجعله شفيعاً لهم بين يديك يا رحمن، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. [email protected] الاستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجلس الامناء في الجامعة الاسلامية العالمية في بنغلادش