(نخدم بابتسامة) عنوان يستحق أن يكون لمادة أكبر من مجرد مقالة كأن يكون عنوانا لبرنامج تدريبي أو توجه إستراتيجي وقيمة من قيم الشركات والمنظمات التنافسية التي تقدم الخدمة، بل وأكبر من ذلك أن نجعله منهجية سلوكية في تعاملنا مع الآخرين. كل واحد منا يعمل بوجهين - إن صح التعبير - عميل ومورد فالتاجر في متجره عندما يقدم بضاعته للعميل هو في نفس اللحظة يطلب بضائع من مورده الرئيسي وهكذا الحياة أخذ وعطاء ، وأجمل قاعدة في التعامل مع العملاء (هو أن تعامل الناس كما تحب أن تُعامل) , ويعرف العلماء مفهوم الخدمة بأنها (فن تقديم الأشياء المحسوسة وغير المحسوسة استجابة لرغبة طالبيها) فالناس في العادة يجيدون فن تقديم الأشياء المحسوسة من خلال المنتج المطابق للمواصفات ومعايير التصنيع والتغليف المناسب لكن بعضهم يفشل في الجزء الآخر من تعريف الخدمة (غير المحسوس) من خلال التعامل البشري (Human touch) المتمثل في الابتسامة والترحيب واحترام وتقدير العميل , إشعاره بالأهمية , والفهم والمعلومات والعدالة والسرعة والإنجاز وكلها عناوين كبيرة تندرج تحت الشيء غير الملموس , إذاً لا زالت الخدمات لدى الكثير لا تقدم بالشكل الذي ينبغي فمفهوم الخدمة يقتضي تحقيق طرفي المعادلة المحسوس وغير المحسوس) وإذا ما نظرنا إلى تعريف الخدمة من وجهة نظر العميل فالعميل ينظر للخدمة بأنها متميزة أو غير متميزة من خلال ثلاثة عناصر أساسية السرعة والدقة والتلطف في المعاملة وكثير من الشركات أتقنت السرعة والدقة في الخدمة لكنها تفشل فشلاً ذريعاً في العنصر الثالث وهو التلطف في المعاملة من خلال التعامل البشري من قبل موظفي خطوط التماس مع العميل ولحظات الصدق moments of truth ومنطلق أي تلطف هو الابتسامة فلا تلطف بدون ابتسامة ولذا كان لزاماً علينا أن نجعل ابتسامتنا تسبقنا نحو كل من نتعامل معه , فالابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة فالكل يفهمها . والابتسامة تعني رسم لوحة جميلة على محياك، والابتسامة الصادقة هي تلك التي لا تعني تحريك بعض العضلات فقط وإنما تنم عن تحريك المشاعر في القلب متزامنة معها، وهذه تعتبر أجلّ وأصدق وأبقى في النفوس من الابتسامة المعتادة البعيدة عن المشاعر. وفي حديث عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله تعالى عنه قال:} ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم{ وهو القائل صلى الله عليه وسلم } وتبسمك في وجه أخيك صدقة { والمقام لا يتسع لذكر فوائد التبسم فهو قيمة شرعية وأخلاقية ومهنية بل وطبية حيث نجد أن الأطباء في دراساتهم يؤكدون أن المبتسمين أطول الناس عمراً لسرورهم وبشاشتهم، فلا ضغينة يحملونها ولا أحقاد يبيتونها، بل ابتسامات ناصعة تزيد من سعادة الحياة ورغدها المحبوب فهل ندرك ذلك فنخدم ونتعامل بابتسامة لتصح أبداننا ويصلح حالنا ونكسب أجرا بذلك من الله.