إن أكثر ما يعجبني في الإنسان طلاقة وابتسامة وجهه الصبوح، وأجمل ما في المرأة بنظري ابتسامتها، وأفضل اللغات التي يجب أن يتداولها المجتمع السعودي فيما بينهم هي (لغة الابتسامة). ما أصدق من قال «ابتسامة المرء شعاع من أشعة الشمس»، إنها عنوان التفاؤل، والارتياح النفسي، والأمل في الحياة، بل هي علامة الرضا والاطمئنان والفرح، كما هي علامة من علامات الصداقة والمحبة، وهل هناك أروع من قول رسولنا الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال «تبسمك في وجه أخيك صدقة، أو قوله صلى الله عليه وسلم «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». قام علماء غربيون وشرقيون مؤخرا بدراسة تأثير الابتسامة على الآخرين، فوجدوا أن الابتسامة تحمل معلومات قوية تستطيع التأثير علي العقل الباطني للإنسان! ومن النتائج المهمة لمثل هذه الأبحاث أن العلماء يتحدثون عن مضاعفة العطاء الذي يفوق العطاء المادي لعدة أسباب: الأول: يمكنك من خلال الابتسامة أن تدخل السرور لقلب الآخرين، وهذا نوع من أنواع العطاء بل قد يكون أهمها. الثاني: من خلال الابتسامة يمكنك أن توصل المعلومة بسهولة للآخرين. الثالث: بابتسامة لطيفة يمكنك أن تلطف جو التوتر الذي يخيم على أي موقف ما. الرابع: لاحظ كثير من الأطباء تأثير الابتسامة في التداوي من أمراض كثيرة، فعندما تقدم الابتسامة لأمك أو زوجتك أو ابنتك أو صديقك أو جارك أو زميلك، إنما تقدم له وصفة مجانية للشفاء من أي مرض يعاني منه دون أن تشعر أنت، وهذا نوع من أنواع العطاء والمعالجة من الأمراض دون استخدام الأدوية. وحديثنا عن أهمية الابتسامة في المجتمع السعودي، تقودنا إلى (إثنينية) الشيخ عبدالمحسن الحكير، التي تجمع نخبة من الأدباء والمثقفين والأطباء والشخصيات البارزة منها السعودية والعربية والأجنبية، ومن أهم ما اقترحته الإثنينية رسم الابتسامة، التي تعتبر أهم لغات الجسد التي منحها الله للإنسان، وهي وسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي لدى الإنسان. وقد اقترح الشيخ عبدالمحسن الحكير علينا في (الإثنينية) تأسيس جمعية بمسمي (الابتسامة السعودية)، يكون من أهدافها الخطوات التالية: 1- يطلب من كل عضو فيها أن يرسم على وجهه حين يدخل (الجلسة)، ضحكة متزنة ودعابة بريئة وابتسامة مشرقة. 2- أن يتمكن عضو الجمعية من التعبير عن ابتسامته بوجهه من خلال ثني عضلات الوجه الأكثر وضوحا للتعبيرعن راحته وسعادته. 3- اختيار شعار الجمعية (الابتسامة السعودية) ليكون (ابتسم.. نبتسم معك). فهل هناك من لا يبتسم؟