لم يكتف الرئيس الإيراني بالشق السياسي من زيارته لمصر حيث استقبل بحفاوة كبيرة، بل توجه إلى الأزهر في زيارة خاصة ولتلك دلالات من المهم التوقف عندها! فإيران تعرف قيمة الأزهر وما يمثله من ثقل وأهمية دينية وتقدير واحترام في العالم الإسلامي، ومن الأزهر أراد الرئيس الإيراني أن يعلن تمزيق ستار القطيعة من خلال الدخول من بوابة الأزهر، بعد الزيارة عقد مؤتمر صحافي مشترك، قاطع فيه الرئيس نجاد المستشار حسن الشافعي، الذي تلا بيان الأزهر، فما عناه المتحدث الرسمي نفاه الرئيس الإيراني ومستشاره على الهواء مما يوضح أن الإيرانيين لن يوافقوا على ما جاء في البيان، سوى بترديد شعارات الوحدة والتي نطق بها نجاد بالعربية وهو يقاطع الشافعي! والوحدة لا تأتي بالشعارات الرنانة الطنانة، ولكن بأن تحقق إيران المطالبات المستحقة والتي أعلن عنها الأزهر، ولعلها المرة الأولى التي يواجه بها الرئيس الإيراني وسياسته ومشروع بلاده المذهبي التوسعي بهذه الصراحة. فالأزهر طالب إيران بعدة أمور إن لم يسع لتحقيقها الإيرانيون فلن تتحقق الوحدة التي نطق بها نجاد وهي من الأهمية بمكان لأنها سوف تغير معالم خريطة التفرقة والتشاحن بل والعداء في العالم الإسلامي وهي مطالبات مستحقة يرى القسم الأعظم من المسلمين أنها تقف حجر عثرة في سبل التفاهم والتصالح، حيث نص الأزهر على استصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة (رضي الله عنها) وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق، واحترام دولة البحرين كدولة عربية وعدم التدخل في شؤون دول الخليج. وأكد الأزهر رفض المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة.. والعمل على إعطاء أهل السنة في إيران, وخاصة في إقليم الأهواز حقوقهم الكاملة كمواطنين, بالإضافة إلى وقف النزيف الدموي في سوريا. لكن اعتراض وامتعاض الرئيس الإيراني يكشف أن لا شيء من ذلك سوف يتحقق وستظل الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم بسب وشتم زوجته وأصحابه هي أيقونة التدين في إيران!! ولقد اطلعت على بعض آراء المصريين الذين يتخوفون من أن الإخوان أعطوا الفرصة لاختراق إيراني لمصر، وأن هناك اتفاقيات خلف الأبواب المغلقة، وأن تلك المطالبات من الأزهر ومن الرئاسة المصرية ليست كل شيء!! وأن هناك أمورا ستظهر للعيان فيما بعد. رئيس (مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية) مصطفى اللباد قال إن سبب الحماسة (الإخوانية) تجاه تطبيع العلاقات مع إيران هو سبب تكتيكي يعتمد على التلويح بالعلاقة مع إيران في مواجهة الإمارات! المقلق حقيقة وهذا ما أكده اللباد أن هناك تيارا ينادي بأن تكون العلاقة بإيران بديلاً لعلاقة مصر بدول الخليج.. ولعل ذلك هو ما جعل الرئيس الإيراني يرفع علامة النصر عند دخوله الأزهر. [email protected]