الاستفادة من تطور برامج التواصل الاجتماعي أمر مهم وحيوي، وكم نفخر بأن يكون الشباب السعودي من الجنسين في مقدمة المستفيدين والمتعاملين بهذه التقنيات العصرية! إلا أن ما نراه ويصلنا تباعاً مع ظهور أي تقنية أو وسيلة جديدة (أمر مخيف) ومقلق، لدرجة أنك تتساءل: أهذا بالفعل نتاج تفكير شباب المجتمع السعودي؟! إن الاعتراف بالخطر، وتشخيص المشكلة بشفافية هو أول طرق حلّها، وهنا يجب أن أكون صادقاً فيما أقول، لأن صدمة ما نتلقاه بشكل شبه يومي عبر أحداث برامج فيديو التواصل الاجتماعي وأعني هنا برنامج (Keek) أكبر بكثير من أن تنمّق لها الكلمات وتخلق لها المبررات والأعذار، فما ينقله هذا البرنامج ويتم تداوله من تسجيلات (السعوديين والسعوديات) يلزم المتخصصين في التربية والنشء وأرباب الأسر وأولئك البارعين في التقنية للبحث في سبل (ترشيد) التعاطي مع هذا البرنامج من قبل غير المدركين لخطورته! أنا لا أدعو إلى التحجير على الشباب والبنات من الاستفادة من التقنيات العصرية وفهمها، فقد ولىَّ عصر الحجب و المنع، لأن الانفتاح العالمي والتحوّل التقني المذهل يسابق الزمن، وأصبح بمقدور كل شخص التعاطي مع أي تقنية أو برنامج عبر هاتفه الشخصي وفي أي مكان بعيداً عن الرقابة، كحق مشروع لتطور أدوات العصر! مما يوجب التدخل السريع والناضج لتجديد الثقة في أبنائنا وبناتنا أولاً، ثم لفت انتباههم من أجل استخدام هذه البرامج استخداماً سليماً بعيداً عن تشويه صورة المجتمع بتلك المقاطع المتداولة وغير المسئولة من بعض الشباب والفتيات، ثم معاقبة من تصدر منه مثل هذه الممارسات الخاطئة إن لزم الأمر! لقد أصبح كل رابط يأتي عبر برنامج (Keek) مشروع قنبلة اجتماعية قد تنفجر في وجه مستقبلها، لما تحويه هذه المقاطع من مشاهد غير مسئولة، يتم تصويرها وتداولها من قبل شبان وفتيات (صغار في السن) وجدوا في الخدمة ضالتهم للتعبير عن أنفسهم بطريقه خاطئة وخطيرة مع عدم إدراك أبعاد هذه المقاطع مستقبلاً؟! إن هذه التقنية أكثر تأثيراً مما سبق لأن عصر تداول الفيديو بهذه السهولة والسرعة والإمكانات هو بداية عصر التلفزيون المتحرك والشخصي، والذي سيلغي مشروع (المشاهدة الجماعية), فكل التقنيات السابقة كان تعتمد على المحادثة المكتوبة أو المسموعة! أما (تلفزيون الأصابع) فهو مخيف ويحتاج شجاعة وسرعة للتدخل قبل فوات الأوان! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]