مطعم (سعودي) نفذ مؤخراً فكرة تسويقية عالمية، وذلك بتقديم أول ساندويتش (برغر) يصنع في مطعم عربي، ويرسل إلى سطح القمر؟!. هذا النوع من التسويق انتشر حديثاً في بعض الدول الغربية، ولكنها المرة الأولى الذي يتم في بلد عربي، الرحلة المصورة استغرقت 1 ساعة و47 دقيقة ليستقر البرغر وبجواره العلم السعودي على ارتفاع 30 كم فوق سطح القمر، وبعد تسجيل الإعلان الذي لا يتجاوز ال 4 دقائق، سقط (البرغر) والكاميرا التصويرية بواسطة البرشوت على بعد 230 كم جنوب شرق الرياض!. لاشك أن إدخال أساليب إعلان تقنية جديدة بهذا الحجم (أمر مفرح) نفخر به بعيداً عن التسويق لهذا المنتج، ولكن الأسلوب الذي طبق للمرة الأولى في السعودية هو تأكيد على قوة حجم الإعلان في السوق المحلي، ورد على كل المشككين بأن البساط قد سحب إلى بعض الدول الأخرى!. المحزن في الأمر أن المُنتَج (المُحتفى به) لم يكن سعودياً خالصاً، بمعنى لم نستثمر الحدث للتسويق لثقافتنا السعودية بترحيل (المثلوثة) مثلاً إلى سطح القمر، رغم أنها وصلت شواطئ أمريكا وأوروبا بفضل ما قام به المبتعثون هناك !. إعلاناً من هذا النوع كان سيكون فرصة لتسويق ثقافتنا وهويتنا المحلية، لأنه سيحظى بمتابعة كبيرة من خلال محاولة شركات عالمية أخرى رصد التجربة وأثرها واقتباس الإعلان وتقليده في دول عربية أخرى، إلا أنه يحسب له تخليصنا من عقدة وظاهرة (سعودة الإعلان) باللهجة المحلية من (مؤدين عرب) حتى لو لم يكن يتناسب مع هوية وثقافة المجتمع السعودي؟!. لفترة طويلة كان الصراخ هو (سيد الموقف) للترويج لإعلاناتنا حتى لتلك المنتجات البسيطة، لدرجة الشعور بأن النساء تأثرن بطريقة الترويج هذه وأصبحن يطلبنها بنفس النبرة والحدة في صوت الإعلان ؟!. الفكرة الوليدة تستحق الإشادة كونها الأولى عربياً، وهي مثيرة وتطرح تساؤلات حول مصداقية طيران (همبرجر) من الرياض إلى سطح القمر؟!. الأمر قد يحتاج ل (تبسي مثلوثة) و(جيك لبن) حتى نستوعب!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]