تم قبل يومين، وأمام مئات الآلاف من أفراد الشعب الأمريكي، تنصيب الرئيس باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكيَّة لفترة رئاسية ثانية، وقد رافق ذلك احتفالات صاخبة، وذلك تماشيًا مع تقليد عريق يمتد لأكثر من قرنين من الزمان، وخلال هذه الاحتفالات، يتمّ أداء القسم للرئيس، ولنائبه، وهناك طقوس غريبة تمتد لساعات طوال، وتشمل هذه الطقوس استعراضات عسكريَّة، وحفلات مختلفة، يتخللها الرقص والطرب، وتكلف هذه الاحتفالات مئات الملايين من الدولارات، وعلى الرغم من الحالة الاقتصاديَّة التي تمرّ بها البلاد، إلا أن الشعب الأمريكي ثقافته بصرية، وتأسره مثل هذه التقاليد الني يُبْدع أباطرة هوليود في نقل تفاصيلها على الهواء مباشرة، إذ يشاهدها عشرات الملايين من الناس، وماذا أيْضًا عن هذه الاحتفالات؟!. على الرغم من أن الولاياتالمتحدة دولة علمانية تفصل بين الدين والدَّوْلة، إلا أن الرئيس ونائبه يقسمان على الكتاب المقدس، ومن ضمن التقاليد العريقة أن يمسك أحد أقرب النَّاس إلى الرئيس بنسخة مُعيَّنة من نسخ الكتاب المقدس، ثمَّ يضع الرئيس يده اليسرى فوقها، في الوقت الذي يرفع يده اليمنى أثناء أداء القسم أمام رئيس المحكمة العليا، ومثل هذا يفعل نائب الرئيس، ثمَّ تستمر الاحتفالات دون توقف، ولم يسبق أن تَمَّ إلغاؤها، أو اختصارها إلا في مرات نادرة، مثل ما جرى في حفل تنصيب الرئيس رونالد ريجان في عام 1985م، حيث تَمَّ إلغاء كثير من برامج الحفل، نظرًا لظروف الأحوال الجويَّة السيئة، حيث كانت درجة الحرارة متدنية جدًا. كان لافتًا أثناء حفل التنصيب أن نائب الرئيس السيناتور جوزيف بايدن كان يبالغ في إظهار نفسه على أنّه في تمام صحته وعافيته، إذ على الرغم من أن عمره قد تجاوز السبعين، إلا أنّه حرص على أن يسير على قدميه أثناء استعراضه مع الرئيس لمسافة طويلة، كما أنّه ركض مرارًا بين الصفوف لتحية الجمهور المصطف على الجانبين، وهي إشارات قرأها كثيرٌ من المراقبين على أنهَّا ردٌّ على كلِّ من شكك في قدراته الصحية، كما أنهَّا إعلانٌ مبكرٌ منه عن رغبته في ترشيح نفسه للرئاسة بعد أربع سنوات من الآن، فهل يا ترى يملك نائب الرئيس ما يؤهله لذلك؟ السيناتور بايدن يملك سجلاً حافلاً في مجلس الشيوخ يمتد لعقود، وهو قانونيٌّ متميزٌ، ولكن يعاب عليه زلات اللِّسان التي أحرجته كثيرًا فيما مضى، وهي ذات المشكلة التي يعاني منها الأمير فيلييب زوج الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، كما أنّه سيكون قد بلغ الرابعة والسبعين من العمر وقت الاستحقاق الرئاسي في 2016م، فهل -يا ترى- يتجاوز الشعب الأمريكي عن كل ذلك، أم يكون له رأيٌّ آخر حينها؟، وهذا كلّّه يعتمد على أداء الرئيس أوباما خلال السنوات الأربع الماضية. [email protected] تويتر @alfarraj2