لانحتاج إلى كثير عناء لكي ندرك المغزى الأهم من حرص إحدى القنوات الخليجية منذ عدة سنوات، على استقطاب نوعيات معينة من (السحنات) المحسوبة على المجتمع السعودي في سبيل القيام بمهمات خاصة ومحددة، تتلخص وتتركّز في ضرب علاقات الشرائح الأعرض من مجتمعنا وتلويثها وتسميمها عبر نافذة الرياضة القابلة أساساً لتمرير(الفتن) وبث روح الشحناء وتأجيج أسباب البغضاء، عطفاً على تنوع ثقافات مريدي كرة القدم، فضلاً عن اختلافات أعمارهم، وبالتالي سهولة استدراج معظمهم ببعض الكلام المعسول والمنمّق، أو العزف على وتر الميول. فعلى إثر انكشاف الغطاء عن برنامج طبخة (عدنان ولينا) واتضاح مقاديرها ومكوناتها، ومن تُعد وتُحضّر له.. بالتزامن مع بدء دورة الخليج التي أُقيمت مؤخراً بمملكة البحرين، مررت عامداً متعمداً على جميع القنوات الخليجية، وقضيت في ذلك وقتاً طويلاً عليّ أجد في إحداها ما يشبه البرنامج إياه، ولو بنسبة ضئيلة سواء من حيث الأهداف، أو من حيث الأغراض والمواقع والأطراف المستهدفة، فلم أجد، وكنت أعلم أنني لن أجد، لأنني أدرك حجم الفوارق وحجم المأساة؟!. من الُمؤكد أنه لو بحثت القناة صاحبة الأجندة الخاصة عن عُمانياً أو كويتياً أو قطرياً أو عراقياً أو يمنياً أو بحرينياً، للقيام بدور مماثل لما قام به العنصر المحسوب على السعوديين فلن تجد، والسبب أن لديهم من الكرامة والوازع الوطني وحتى الحياء ما يحول بينهم وبين القيام بدور مشبوه كهذا، غايته الانتقام وتفريغ عُقده وحقده على المشاهير، فضلاً عن حقده على جميع ما يمت للوطن بصلة، وقد عبّر عن ذلك صراحة بصرف النظر عن أسلوبه القاصر والركيك في التعبير عطفاً على ضحالته الفكرية واللغوية والثقافية وحتى التعبيرية، فلا شيء يعجبه هنا، المنظومة الرياضية بمكوناتها لا تعجبه، الصحافة لا تعجبه، القنوات السعودية لا تعجبه، المجتمع بأسره لا يعجبه.. هو فقط معجب بنفسه، وقد عبّر عن ذلك بقوله: الحمد لله والشكر.. هناك من يتابعني معتبراً ذلك مقياساً للنجاح.. وهنا أسأله: لو وجدت مجموعة من الناس متحلقة حول (قرد) يقوم ببعض الحركات البهلوانية المضحكة، فهل يعني ذلك عبقرية القرد؟!!. البيض الفاسد؟! هناك مثل حجازي دارج يقول: (البيض الفاسد يتدردب على بعضه)، وهو لا يحتاج إلى تفسير.. فالقصد واضح. فعندما يقوم شخصٌ ما بعمل سيئ مثبت وموثق بالصوت والصورة ولا يحتاج إلى شهود لإثباته.. ثم يأتي من يُؤوله ويُبسطه ويزخرفه.. بل يُحرّفه، ويُخرجه عن سياقه ومقاصده، وكأن المتلقي في غيبوبة لا يدرك ولا يعي ما حوله إلى حد أنه يمكن إقناعه بأن العيب يكمن في سمعه وبصره، كل هذا من أجل إخراج المتورط من ورطته، وتبييض سواده على طريقة (المحاماة) التي نشاهدها في الأفلام.. هنا لا بد أن يتبادر مضمون المثل أعلاه إلى الذهن تلقائياً؟!. فعلى الرغم من وضوح إساءات وتجاوزات ذلك (الحاقد) الممتدة لعدة سنوات، وعبر أكثر من منبر إعلامي، والتي كان آخرها ما صدر منه على هامش الدورة الخليجية الأخيرة.. أي أن هذه هي بضاعته.. تتفاجأ بأن القناة التي أساء لها كثيراً، ونعتَ المسؤول الأول فيها ب (الكذاب) قد شرّعت الباب على مصراعيه لبقية (البيض) ومنحهم أكبر مساحة من الوقت لإثبات تضامنهم مع صنوهم الحاقد سواء تلفونياً أو حضورياً.. والله لقد أشفقت على ذلك المسؤول، عندما شاهدته يستمع بإنصات إلى أحدهم، وهو يدافع ويقول: (هو ما كان قصده يقول ما قاله بحق القناة ورئيسها، لولا أن المذيع هو من اضطره إلى ذلك).. يعني أن المذيع هو من أجبره أن ينعت المسؤول ب(الكذاب)، العجيب أن المقطع الذي يحتوي على حقيقة ما جرى موجود، وأن المذيع وقف بقوة في وجه الحاقد مرغماً إياه على عدم الإساءة للقناة ورئيسها بأي شكل من الأشكال.. وقال له: نحن سمحنا لك بانتقاد الجميع.. ومع ذلك أصر على أن الرئيس (كذاب) رغم ممانعة المذيع؟!!.