ثمن الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بالرياض الدور المهم الذي قام ويقوم به أئمة وخطباء الجوامع من خلال منبر الجمعة توعية عموم المصلين في أمورهم الدينية والدنيوية، ومعالجة قضايا المجتمع الفكرية وفي مقدمتها معالجة الأفكار المنحرفة والغلو والتطرف وتحذير المجتمع من آثارها الخطيرة على فكر المسلم وعقيدته، ثم على وحدة المجتمع وتماسكه. وأكد فضيلته في حديث ل «الجزيرة» أن منبر الجمعة أدى دوره فعلاً في معالجة الفكر المنحرف ولا يزال يتابع هذا الأمر بشدة ويذكر به بين فترة وأخرى، وهذا شأن الخطيب الناجح الذي يتلمس حاجة المجتمع وما يتطلبه الوضع الأمني خاصة، لأن نعمة الأمن لا يعدلها شيء بعد نعمة الإسلام، مشيراً إلى أن ما قام به الخطباء من توعية متواصلة للمجتمع من مخاطر تلك الأفكار من خلال خطب الجمعة، وإسهام كثير منهم في برنامج الإصلاح، والمناصحة الذي دعت إليه وزارة الداخلية ونتج عنه مراجعات أولئك الذين ضلوا الطريق بعد أن تبين لهم الهدى والرجوع إلى الحق فضيلة وخير من التمادي في الباطل، وقال: إن ذلك يأتي انعكاساً لتأكيد رسالة أئمة وخطباء الجوامع، وتأكيد ولاة الأمر وفقهم الله على هذا الجانب والأمر بالتأكيد عليه في جميع وسائل الإعلام ومنبر الجمعة على وجه الخصوص ،لإيمانهم بأن ذلك من الأولويات التي تتأكد معالجتها، ولأن التحذير من الانحراف والغلو من أهم الموضوعات الوعظية التي تتناولها خطب الجمعة. ونوه فضيلته بحرص وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومتابعتها لهذا الأمر وإصدار التعاميم للخطباء بالتأكيد على هذا الموضوع في الخطبة وبيان أسباب الانحراف الفكري وآثاره وطرق معالجته، وكذا التحذير من الغلو والتطرف الذي أصاب بعض المجتمعات بالتفكك والإنقسام والفوضى والاضطراب، وبتجاوب الخطباء لهذا الأمر ومعالجته بحكمة وروية، وقد زودت الوزارة بنماذج من تلك الخطب بناء على طلبها كشاهد على ذلك. وحمد فضيلته الله سبحانه وتعالى على استتباب الأمن في هذه البلاد المباركة بعد أن مرت بحقبة من الزمن كدرتها عوامل الإرهاب على يد شرذمة من المفسدين نتيجة الفكر المنحرف والغلو، ولكن الله أبطل كيدهم بفضله ثم بالجهود الموفقة المبذولة من الدولة وفقها الله ورجال العلم والدعوة الذين تسلحوا بسلاح الايمان ثم المواطنة الصالحة وحب الخير للوطن والمواطن. وأشاد في نهاية تصريحه بتضافر الجهود من العلماء والمفكرين بإبراز مظاهر الغلو والتطرف وبيان خطرها على الأمة ومحاربة الفكر المنحرف من خلال الكتب والمقالات والنشرات الي كان لها رواج منقطع النظير في الأسواق والمؤسسات العلمية والأهلية حتى عم نفعها.