اختلفت الأوراق لدرجة لم نعد نعرف معها عن أي لون نتحدث أو على أي ورقة نكتب فثمة عاصفة نقدية ساهمت في هذه المشكلة وحولتنا إلى «فنتازيا» لم نستطع معها تحديد موقفنا. من أقصى المنتخب من خليجي 21 سؤال يطرح اليوم والإجابة عليه تتفاوت من نقد إلى نقد. ثمة من ذهب إلى ريكارد وثمة من ذهب للاعلام وآخرون عادوا إلى «يا طير ياللي» بمعنى أن هناك من قال ما قال عن المعسكر والانضباط وخلافات بين اللاعبين من وحي الهزيمة. خسرنا ولا بأس أن نذهب إلى مخاطبة الواقع بعيدا عن الهروب بذرائع مكررة وأخرى تأتي حسب نوع الإخفاق ولونه. بدل من سبر أغوار الإخفاق بالاعتراف بالتراجع والبحث عن الحلول ذهب أكثرنا إلى الكابتنية وإلى قضية ياسر والهريفي وأمور أخرى تجعلنا نقول «هم يبكي وهم يضحك» وإن ضفت لها أسطرا أخرى فلمربما نستحضر «نطيحة ومتردية». ألم أقل كما أن هناك من يحتفي بالهزيمة في الإعلام أكثر من احتفائه بالانتصار وهنا مشكلة أخرى. ما إن غادر المنتخب المنامة إلا وهبت وسائل الإعلام للبحث عن بدائل فغياب «كبير القوم» ليس في صالح البطولة ولا صالح الإعلام. يا ترى من سيسد النقص؟؟ سؤال أطرحه اليوم مع العلم أن ثمة «إرجوازات» ربما يحاولون الرقص على كل الحبال لتعويض الغياب. أعود للهزيمة التي مازالت أعاني من تبعاتها كواحد من العشاق بعيدا عن المهنة وأدبيات الحوار فيها. قد يسأل أحدهم وما دخل الأدبيات هنا أمرر شيئا «ما» لقوم قتلوا في دواخلنا أدبيات كثرا تعلمناها من مجالسنا ومن حواراتنا. لماذا حينما يظهر رياضي أو إعلامي ويتوقع أو يتمنى فوز منتخب على حساب منتخب نغضب وننفعل وتدخل الأمور في نصاب غير نصابها الرياضي. فعلا لماذا نريد أن يكونوا الناس معنا حتى في ميولنا؟ أما الوجه الآخر للقبح فتجلى في أبشع صوره في الحوارات الإعلامية التي أبكتني وأضحكت غيري. الآن يجب على الاستاذ أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتمهل في «سمع هذا أو ذاك» لأن الأوصياء كثر والمرحلة مرحلة هدوء وليس صراخ. شكرا للأمير نواف بن فيصل فقد قال ما قل ودل في مداخلته مع القناة الرياضية في وقت مازال هناك من يهرف بما لا يعرف.