أشرت في مقال سابق إلى أن وزير التعليم العالي د.خالد العنقري تقدم الصف في تنفيذ مشروعات الملك عبدالله حفظه الله، مشروعات المدن: الطبية والجامعية والصناعية والاقتصادية والمعرفية، وتوسيعات الحرمين الشريفين المكي والنبوي، والقطارات وتطوير التعليم العام. في عام 1423 عندما تولى الملك عبدالله أمر بلادنا جاء بمشروعات قيل عنها في البدء إنها أحلام وتحتاج إلى (عقود) من السنوات -هكذا قيل لنا-. لكن إصرار الملك عبدالله في خلق واقع معماري واقتصادي وخدمي جديد ولفتحه الميزانيات تحولت بعض الأحلام إلى واقع وتحولت أيضا بعض المجسمات الكرتونية التي عرضت للملك عبدالله في زياراته لتدشين المشاريع إلى واقع مشاهد وشاخص، أما الباقي فاستمر كما هو مجسمات متحفية، باستثناء مشروعات الحرمين الشريفين لأنهما حالة استثنائية وبعض الوزارات التي بادرت في تحويل وترجمة الحلم والمجسم إلى حياة نابضة بالحيوية والخدمية، حيث بدأت طلائع المشاريع فعلياً عام 1425ه... د.خالد العنقري وزير التعليم العالي أول من أشعل حرائق التنافسية والدافعية بين الوزراء في المدن الجامعية التي تجاوزت (30) مدينة وتطوير التعليم الجامعي، ثم جاء إلى أجواء التنافسية وزير الصحة د.عبدالله الربيعة الذي طور خطة الوزارة (الحزام الطبي) بإنشاء مدن طبية وزعت جغرافيا على جهات المملكة. التنافسية ليست بين طلاب الثانوي والجامعة والدافعية ليست مقتصرة على الأسرة والعائلية ومسؤولية زرعها في أبنائهم... التنافسية حتى بين الوزراء أنفسهم لتطوير قطاعاتهم وتطوير المجتمع واستثمار العوائد المالية والاقتصاد المزدهر. تلك الروح المشبعة بالتنافسية والدافعية التي يخلقها المسؤول في البيئة المحيطة به, هذا ما نحتاج إليه بين الوزراء ومن هم في المراكز القيادية، حرائق التنافسية والتحدي الشخصي على تغير الواقع وفتح المسارات أمام أبناء بلادنا، والتفوق على النفس والإمكانات هي أيضا التي نريدها سائدة بين مسئولينا. د.خالد العنقري أنجز بالأرقام أكثر من (30) مدينة جامعية، و(12) مجمعاً أكاديمياً جاهزاً لأن يتحول إلى مدينة جامعية، والآن هناك مشروع أكثر نجاعة وإنجازاً هو كليات البنات العاجلة التي تغطي معظم مناطق المملكة ويعمل على إنجازها د.أحمد السيف نائب الوزير... هذه هي الحرائق التنافسية والتحفيز المطلوبة, في حين غابت وزارات ذات موارد مالية وميزانيات عالية مثل وزارات: التربية والتعليم, والإسكان, والشؤون الاجتماعية, والبلديات, والزراعة, والعمل. تنافسية الوزراء على التخطيط وتنفيذ المشاريع يجب أن تكون شعلتها باقية لأن انعكاساتها الإيجابية ستستفيد منها بلادنا, أما الهدر المالي و(التمطيط) والتطويل وخلق الذرائع والمبالغة في المعوقات مثل عدم توفر أراض وانسحاب المقاولين وإجراءات الدفع وشماعة وزارة المالية وغيرها فإنها قد تكون مادة للتسويق الإعلامي لكن المواطن فطن ويعرف الحقيقة بالأرقام وأيضاً يعرف جيداً من هو الوزير الذي يزرع الأراضي بالمشاريع ومن هو الوزير الغارق في حساب الحقل والبيدر وهناك مثل زراعي عريق يقول (لو حسبنا حسب العصافير ما زرعنا دخن) ويمكن القول ما زرعنا نخيل ولا جنينا تمر، والعصافير هي المعوقات والحجج وتلك الروح التي فقدت التنافسية واكتفت بوجاهة الوزارة.