ذكرت في المقال السابق أن مدن ومشاريع الملك عبدالله التسع(9) تفاوت تمثيلها على ارض الواقع, وهذه حقيقة وتحتاج إلى مكاشفة وبخاصة المدن: الصناعية، والاقتصادية، والطبية، والمعرفة والإسكان، ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم. فهل مازالت على الرفوف وداخل الأدراج وطاولات الوزراء؟ وهل هي افتراضية ومجسمات ومخططات أم أن لها واقعا ملموسا... وقلت وحده وزير التعليم العالي د. خالد العنقري ومعه مديرو الجامعات استطاعوا إنجاز ما تعهدوا به... لذا خرج الوزير د. العنقري من زمن المجسمات والمخططات الجدارية والصور التخيلية ونقل التدشين حيا على الهواء وعبر شاشات كبيرة (اشهد) المجتمع على ما تم إنجازه وأعلن أمام الملك عبدالله وأعضاء مجلس الوزراء بالأرقام عماتم تنفيذه وإنجازه أولا: 166 مدينة جامعية. ثانيا: 16 كلية. ثالثا: 161 مشروعا للبنى التحتية. رابعاً: 10.841 وحدة سكنية. خامسا: 12 مستشفى. سادسا: الطاقة السريرية للمستشفيات الجامعية 3800 سرير. سابعا: المساحة الإجمالية لمشاريع المدن الجامعية (112) مليون متر مربع. ثامنا: تكلفة المدن 57 مليارا، وتكلفة الإسكان 14.6 مليار، وتكلفة المستشفيات 5.7 مليار وإجمالي الكلفة 81 مليارا. هذه المنجزات جاء انتشارها الجغرافي ليغطي معظم مناطق المملكة: الظهران والمجمعة وشقراء والرياض والخرج ونجران وجازان والباحة وجدة والطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك والجوف. هذا هو الفارق بين جهات تعمل وتنفذ, وأخرى مجرد بيانات صحفية ومؤتمرات إعلامية وأحاديث تلفزيونية وإعلان لأرقام مالية لا تشاهده على أرض الواقع... المواطن بلغ الرشد مع وسائل الإعلام وتجاوز وصاية المسؤول الذي يتحدث عن الآمال والأحلام والنوايا، وأصبح المواطن يفرق بين مسؤول النوايا, ومسؤول التنفيذ فلم يعد تقنعه ولا تعنيه تلك الحملات الإعلامية والإعلانية. المواطن يريد أن يلمس على أرض الواقع الطرق السريعة والقطارات والمطارات والجامعات والمستشفيات والمدارس والخدمات البلدية والإسكان المريح. لا يعني المواطن أن يقول الوزير: سوف أبني مدنا إسكانية ولا يفعل, أو يقول الوزير: سوف أقيم (13) مدينة طبية أي في كل منطقة مدينة طبية ولا ينفذ, ولا يعنيه أن يقول الوزير: سوف أعمل على إنشاء مدارس نموذجية وأقضي على المستأجر وأطور التعليم ولا يفعل... ولا يعنيه قول الوزير: سوف أسير القطارات بطول البلاد وعرضها وآخر يقول سوف أشيد المطارات وأزيد من عدد (أسطول) الطائرات كل هذه الوعود والآمال التخيلية لا يلتفت لها المواطن إنما ينجذب للمسؤول الذي يحقق أهداف الدولة بجودة العمل والزمن المحدد... الجامعات رغم أن عدد (33) جامعة حكومية وأهلية إلا أنها أحدثت حراكاً داخلياً للمجتمع كشفت عمل وأداء تلك الجهات التي تراوح مكانها ومازالت على حد قولها تتلمس الطريق وتعد الخطط وتبحث في أفضل الحلول لتنفيذ المشاريع... الوقت ليس بصالحنا يمر سريعاً والعوائد النفطية قد لا تستمرعلى حالها, والميزانيات الكبيرة أيضاً قد لا تبقى كما هي، فإذا لم نستثمرها في الوقت الحاضر, فإننا سندفع الثمن غالياً في أي تغير اقتصادي أو تحولات في السياسات العالمية الاقتصادية والسياسية.