فجحان من المريخات من شيوخ بريه من مطير يشتهر بالشجاعة والكرم، وإجادة الشعر، وكان من أصدقاء الشيخ ابن صويط شيخ الظفير وقد منحه هذا الأخير العيافة والعرافة وهي معروفة بنوعين: إما مقتصرة على الشخص وبعده تنقطع، وإما إلى الأبد فتبقى إلى الأبد حرصاً على الوفاء والوقوف عند الكلمة والالتزام بها. ولما توفي الشيخ ابن صويط، وخلفه ابنه في مشيخة القبيلة اعتدى بعض من قبيلة الظفير برئاسة شيخ الصميد جازع أبا ذراع على إبل فجحان الفراوي وأخذوها، فتوجه فجحان إلى ابن صويط ولم يكن عند الأخير علم أن والده قد منح فجحان العيافة، والعرافة، فلما وصل فجحان إليه أخبره بذلك، وارتجل هذه الأبيات: أنا إلى منه بدا اللازم أبدي انصى الشيوخ اللي تعرف المبادي جيت الشيوخ وجيت حرٍ وعبدي رجعت للِّي مثل طير الهدادي والله ما يبرد لهيبٍ بكبدي الا تقول الذود ماهوب غادي ولم يُعد الإبل، فأنشد فجحان قصيدة أخرى أمام ابن سويط، فأعاد الإبل وأعطاه فرساً مشهورة إرضاء لأبي ذراع وهذه أبيات فجحان: اللي مجالسهم بروس النثايل يا عنك ما حطيت منهم خديني لقيت شيٍ ما لقوه القبايل ما خبرت الوالد عطاه الجنيني شيٍ يشوّش يودع الراس مايل مثل الزهر في عرض خطو البطيني أبا اعرضه في وسط مبدا الرسايل واعرف صديق من عدو يبيني ان كان يلقاني بما قلت عايل أبيه ينهاني كما انه فطيني قواد ذواد المهار الاصايل اللي لمن جا عندهم مكرميني ناره وبيته للمعني دلايل ونجره على الهجعه يجي له دنيني ربيع خضران القلوب الهبايل ياما كلوا في ربعته من سميني جازع لقح من عقب ماهوب حايل بطنه عليكم يالصويطي بديني من ذاق هسات الأمور الأوايل يصير بالتالي عليكم متيني وأما ابن سويط وأبا ذراع فإن علاقتهما قوية والأفعال الجميلة بينهما متواصلة والهدايا متبادلة من ذلك الفرس الأصيلة المشهورة التي أهداها ابن صويط لأبي ذراع وتسمى طويسة إرضاء له. ولفجحان الفراوي قصائد كثيرة منها هذه القصيدة التي يرد فيها على أحد أقربائه حينما لامه على حرصه على الاجتماع بالأشخاص البارزين فيقول: قالوا تسوج وقلت لو سجت وش عاد اتلي هوى نفسي بوسط الجماعه مالي غرض مير أشتهي هرج الأجواد يدله بهم قلبي عن الهم ساعه سوالفٍ تأتي وهذيك وراد هذي ذبحناها وهذي قلاعه ودلال يشدن الغرانيق قعاد حزة طلوع الشمس عند ارتفاعه بالأشقر اللي يودع الريق ينقاد جياب عدل العيش ما جاب صاعه ولد النبيته لو تمرجل ولو جاد يدك به من ساس جده وداعه وقال فجحان أيضاً: ماني مقابلها سواة الهديفه إن كان ماني غازي رحت طراش قلبي يحب ملافخات السفيفه نوم الخلا عندي مضاريب وفراش سوالفي عند النشامى طريفه ماهي خرابيط تعود على ماش جبت الحصان وجبت هدفا وريفه صم الحوافر من مراكيب الأبواش سعود بن بدر المقاطي/ من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية - تأليف/ منديل الفهيد