لا تعجبوا ونحن في زمن العجائب أن يقال فلانة مخطوبة، وإن خطيبها الملياردير أهداها طائرة خاصة كمهر وخاتماً من الألماس الحر بقيمة 450 ألف ريال سعودي كشبكة العرس..! وما كان يعنيني ما اتسم به هذا الموضوع من مبالغات، ولكن الذي استفزني الزج باسم فنان العرب الأستاذ محمد عبده في هذا الموضوع بدون داع، ولم أجد له مبرراً غير قصد المزايدة. ومن العبث أن يتخذ اسم الأستاذ محمد عبده وسيلة للمزايدة، ولا يعقل أن يكون موضع معادلة في مثل هذه الخطبة لمكانته الفنية والاجتماعية. وتميزه بمثاليته الأخلاقية الإنسانية، وهو إنسان موهوب ومحبوب في الوسط الفني والاجتماعي على مستوى الوطن العربي، وقد عرفته منذ بداياته وحين لمع نجمه عبر وسائل الإعلام وحقق ما حققه من نجاحات بطموحه وما وهبه الله من الدهاء وحسن اختيار القصائد الوطنية والوجدانية وبلورتها باللحن الجميل المؤثر والأداء المتميز. ومنذ شهور مضت حضرت مناسبة اجتماعية والتقيت بالفنان القدير محمد عبده لأول مرة، وسعدت بأن كان مجلسي بجواره والحديث معه وزاد إعجابي بهذا الإنسان الخلوق، وعرفت عن قرب حقيقة محمد عبده ودماثة أخلاقه وبساطته وتواضعه واتزانه في الحديث عن شؤون الفن والمجتمع بفهم عميق وفكر مستنير. ولذلك أقول إن شخصية محمد عبده قامة شامخة لا يزايد عليها إلا من يطمع أن يشتهر. وقد حملني على كتابة وجهة نظري هذه أن الموضوع الذي نشرته جريدة (اليوم) بتاريخ 24 صفر 1434ه 6 يناير 2013م بعنوان مريم حسين تقول: (محمد عبده طلبني للزواج ورفضته وفضلت قطرياً). وحيثيات ودوافع هذا التفضيل تتضح في نص الخبر الذي يقول: (كشفت الفنانة مريم حسين أنها رفضت الاقتران بفنان العرب محمد عبده الذي قالت: إنه تقدم لها طالباً يدها، معلنة أنها وافقت على خطبتها من ملياردير قطري أهداها طائرة خاصة كمهر، وخاتماً من الألماس الحر بقيمة 450 ألف ريال سعودي كشبكة العرس.. الخ). وتعقيبي على هذه الأقوال إنني شخصياً لا أعرف فنانة خليجية بهذا الاسم (مريم حسين) كما أن الخطبة والمهر وشروط عقد الزواج من الخصوصيات التي يلتزم المجتمع العربي المسلم بعدم نشرها في وسائل الإعلام. والزواج في المجتمع العربي والإسلامي رباط مقدس أسمى من نوعية وشكليات المهر سواء كان عربة أو طائرة أو باخرة!. وما عهدنا الطائرة تقدم مهراً، ولم توضح المخطوبة نوع وحجم الطائرة التي تمثل مهرها وعدد مقاعدها وهل هي طائرة ركاب أم طائرة تدريب أو طائرة استعراض جوي بهلواني؟ وهذه الطائرة إن كانت مجرد مجسم يمثل جسم الطائرة فيمكن أن تكون تحفة جمالية، وإن كانت طائرة مجهزة بكل وسائل التشغيل والطيران فهي تحتاج إلى ميزانية لتكاليف التشغيل منها مرتب وسكن الطيار الذي سيقود لا طائرة، وفواتير الوقود، وأعمال الصيانة والخدمات الأرضية ورسوم الهبوط والإيواء في أي مطار. ولا أ عتقد أن إمكانات الفرد العادي تتحمل ذلك، وأغلب الظن أن من أهديت لها الطائرة ليست في مستوى رجال الأعمال الذين تتطلب أعمالهم ومشاريعهم امتلاك وتشغيل طائرة خاصة. وهذه الإنسانة المخطوبة حرة في اختيار من تريد زوجاً لها دون المزايدة على الغير، وإن صح ما تدعيه كان يجدر بها أن تكون مهذبة في عباراتها وأن لا تتعالى بإشارتها إلى الأستاذ محمد عبده بقولها: (إنني رفضته)! ومن الذوق واللياقة أن تقول (فاعتذرت له مع تقديري واحترامي له). والله أعلم بمدى صحة ودقة ما أدلت به من أقوال لجريدة (اليوم) علماً بأن محمد عبده نفى صحة ذلك، وأكد بأنه لا يعرف فنانة بهذا الاسم. وعلى أي حال يظل فنان العرب الأستاذ محمد عبده في نظر الوسط الفني والاجتماعي أكبر قيمة معنوية من التباهي بالطائرة الخاصة، والمجوهرات والألماس. والمؤكد أنه لا يصح إلا الصحيح.