متوسط ما يضيّعه المشاهد من وقته يومياً للبحث عن (الريموت كنترول) والانتقال من محطة إلى أخرى، هو 5:35 دقيقة، بحسب دراسة أكدّت أنّ الإنسان قد يضيّع (أسبوعين كاملين) من عمره فقط للبحث عن (الريموت) وتغيير القنوات التلفزيونية؟!. المضحك والمستفز في الدراسة التي شملت الآلاف، أنّ (المرأة) أقلّ إضاعة للوقت من الرجل، لأنها تمسك (الريموت) في يدها طوال الوقت وتنتقل بسرعة إلى محطات تلفزيونية (محدّدة مسبقاً) لمتابعة برنامج أو مسلسل معيّن، بعكس الرجل (زائغ العينين) والذي يُدمن (الفرفرة) و(البصبصة) والتنقُّل بين القنوات الفضائية، فهو لا يستقر أو يستكين عند (محطة واحدة)، عند حضور زوجته يتابع (الثامنة مع داوود) وفي غيابها كثير البحث والمقارنة والتعليق والاكتشاف!. وللفائدة (هذه من عندي وليست من الدراسة) احذري (بارك الله فيك) من ترك (الريموت) في يد زوجك إطلاقاً لأنه (مُفتاح شر)، ولا بأس بحذف بعض (القنوات) في غيابه وكل ما أعادها احذفيها مجدّداً ولا تبالي كوني شجاعة (وفّقكما الله وجمع بينكما على خير)!. نعود للدراسة التي تؤكد أنّ الطفل هو المتسبِّب دوماً بإضاعة الوقت، لأنه (يُخفي) جهاز الريموت عن الأنظار من جانب، ومن جانب آخر يجبر الوالدين على تغير (القناة) والبحث عن الريموت إذا كان ما يُعرض لا يناسب عمره!. لا يوجد دراسة علمية تؤكد أو تنفي علاقة وسائل الإعلام بالصداع النِّصفي أو شقيقة الرأس أو الاكتئاب التي أصابت معظم المشاهدين، وإنْ اتفق جميع الباحثين على أنّ (البرامج التلفزيونية) هذه الأيام تجلب الضّنك، وعسر الهضم ولها علاقة غير مباشرة (بالبواسير) ؟!. لم يَعُد التلفزيون كما كان (سابقاً) أيام المبدعين من جيل (الطنطاوي ومصطفى محمود والمسند) تقضي (الساعة كاملة) مستمتعاً، رغم أنك لا تشاهد إلاّ رجلاً جالساً على (كرسي) أمامك يتحدث!. التلفزيون اليوم ممل مع (عكاشة) وأشباهه من جماعة (تلات طعشر تلات طعشر سنة ألفين وتلات طعشر)، لذلك هذه الأيام أحضر (بداية السهرة) كرتون إستفاندي ولب سوداني واستمتع بمشاهدة برامج باللغة الصينية (لا أفهم لغتها) ولكن أشعر بأنهم صادقون!. كل ما تحدّث (واحد صيني) التفت لزوجتي بجواري وقلت لها على طريقة عادل الإمام (الراجل ده عنده حق) بيتكلم صح!. عرفتو ليش ما عندنا ريموت؟!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]