.. وتستمر عمليات الإصلاح المتدرج التي يقودها خادم الحرمين الشريفين؛ حيث جاء إشراك المرأة السعودية في عملية صنع القرار وإدخالها في مهام التشريع والمراقبة التي يضطلع بها مجلس الشورى بوصفها واحدة من خطوات الإصلاح المهمة التي كان يرتقبها الشعب السعودي، والتي كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد بشَّر بها قبل عام تقريباً حينما منح المرأة السعودية حق الترشيح والانتخاب في انتخابات المجالس البلدية واختيارها لعضوية مجلس الشورى؛ ليتم التنفيذ في الوقت المحدد عندما حان وقت تشكيل مجلس الشورى في دورة الانعقاد الجديدة، الذي حمل إضافات أخرى في مسيرة الإصلاح؛ فقد رُفع عدد أعضاء مجلس الشورى إلى مائة وخمسين عضواً باختيار ثلاثين امرأة سعودية، جميعهن من المتخصصات؛ فمنهن العالمات والأكاديميات والاستشاريات؛ ليضفن زخماً علمياً للمجلس الذي أخذ يضطلع بدور كبير في وضع وصياغة الأنظمة. وجاء اشتراك المرأة السعودية في عضوية مجلس الشورى ليشكل أعلى نسبة مشاركة للمرأة في إقليم الخليج؛ إذ يمثلن عشرين في المائة من أعضاء المجلس؛ حيث وصل عددهن إلى ثلاثين امرأة من مائة وخمسين هم أعضاء المجلس، وهي النسبة الأعلى في منطقة الخليج العربي؛ إذ تتقدم على دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث تمثل المرأة في المجلس الوطني سبع نسوة، وأربع في مجلس الشورى البحريني، وثلاث في مجلس الأمة الكويتي، وواحدة في سلطنة عمان، فيما يخلو مجلس الشورى القطري من التمثيل النسائي. وقد تميز اختيار عضوات مجلس الشورى السعودي بنوعية مختارة؛ فجميعهن من اللاتي لهن حضور قوي وفعَّال في مجال تخصصهن الأكاديمي والعلمي، وبعضهن ساهمن في تحقيق إنجازات طبية وعلمية، وتجاوزت إنجازاتهن المملكة العربية السعودية إلى الآفاق العالمية، كما أن بعضهن لهن إسهامات في خدمة المجتمع السعودي من خلال عملهن التطوعي في منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى إسهاماتهن المتفوقة في أعمالهن الأساسية، التي أغلبها في الجامعات السعودية والمستشفيات والمراكز المتخصصة؛ ولهذا فقد استقبل المواطنون هذا الاختيار بكثير من الارتياح والقبول؛ ما عزَّز وأضاف بُعداً مهماً لخطوة خادم الحرمين الشريفين الإصلاحية، التي عززتها الضوابط والأنظمة التي ستكفل نجاح هذه الخطوة؛ حيث أسست لأولوية من خلال النص على أن تكون نسبة تمثيل المرأة في مجلس الشورى لا تقل عن عشرين في المائة، وهو مكسب للرأة لا يمكن التراجع عنه. والخبرات العلمية والأكاديمية لعضوات مجلس الشورى ستُعزز - بلا شك - عمل المجلس ولجانه المتخصصة من خلال المشاركة النسائية في تلك اللجان، وهذا - بلا شك - سيرفع من مستوى أداء مجلس الشورى في تشكيله الجديد، الذي يضم مائة وعشرة أعضاء يحملون شهادة الدكتوراه في تخصصهم، وسبعة من كبار الضباط، إضافة إلى ثلاثة من أصحاب السمو الأمراء الذين يأتي اختيارهم ليؤكد أن أبناء العائلة الحاكمة شريحة من الشعب، لهم من الحقوق، وعليهم من الواجبات ما على أبناء الشعب الآخرين. [email protected]