أوضح معالي وزير العدل الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أن دخول المرأة في عضوية مجلس الشورى، وفق التراتيب والضمانات الشرعيَّة التي قيّد بها الأمر الملكي الكريم أسلوب مشاركتها في المجلس تمثِّل رافدًا مهمًا للعمل الشوري في المملكة، وإضافة مُكَمِّلة لتنوّع وتعدد خبراته واهتماماته، وذلك وصلاً لعملها السابق كمستشارة في المجلس، حيث تَمَّ بموجب الأمر الكريم تطوير هذه المشاركة في مرحلتها الانتقالية إلى حق الإدلاء بصوتها ليتكامل مع منظومة الرأي المُسْتطلَّع من قبل وَلِّي الأمر -حفظه الله- أو المبادر به من قبل المجلس وفق أحكام نظامه. وأضاف معاليه أن المرأة كانت حاضرة برأيها في المجتمع الإسلامي من عهد النبوة والخلافة الراشدة وما بعده، فقد أشارت برأيها -بصيانةٍ واستقلالٍ عن الرِّجال- في العديد من قضايا الأمة ونفع الله بها، وسجَّلت مشاهد السيرة النبوية العطرة إثر مشاركتها السديدة في جملة من الوقائع والنوازل، كما في مشورة أم سلمة رَضِي اللهُ عَنْها التي أدلت بها للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صلح الحديبية، فكان رأيها السديد خيرًا وبركةً على الإسلام والمسلمين. وبيَّن أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم هو خير من أكرم المرأة وأصغى لقولها وخيرُ من أنزلها منزلتها اللائقة بها، لم يتجاهل رأيها ولا مطالبها المشروعة. وتابع معالي وزير العدل قائلاً: سيكون للمرأة -بمشيئة الله- في الملتقى الشُّوْرِى بضماناته الشرعيَّة المشار إليها فرصة مواتية لها ولمجتمعها من خلال الإدلاء بمرئياتها وتقديم مقترحاتها ومطالبها، وهو ما يعني إعطاءها حقَّها في سماع صوتها برعاية وحفاوة مؤسسية ارتقت بحضورها السابق إلى مستوى الإسهام بتصويتها وفق الآلية النظاميَّة والمنظومة العصرية التي ندرك جميعًا مستوى تحديث آلياتها وأدواتها المُعيَّنة لمشاركة المرأة وهي شقيقة الرَّجل في مجتمعها في الإطار المؤسسي المسموح به وفق الهَدْي الشرعي، كما هو مقرر في استقلالها التام عن الرِّجال عند مباشرة مهامها الوظيفية. وأشار إلى أنّه كما لم يمكن تغييب حقها في التَّعليم والترقي في درجاته ومستوياته الأكاديمية وتطبيقاته العملية والميدانية فإنّه لا يمكن تبعًا لهذا تغييب علمها وخبرتها وحرمان مجتمعها مما أفاء الله عليها من العلم والرأي والعمل. وقال الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى: إن نبيَّنا الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم لم يكن متجاهلاً لحوار المرأة ونقاشها، فضلاً عن رأيها ومطالبها، ليعطي هذا الوطن الكريم بأفق رؤيته وخصوصية هويته صورةً مشرقةً للجميع تحكي باعتزازٍ مكانة المرأة في مفاهيمنا الإسلاميَّة ورعايتنا الوطنيَّة. وختم معالي وزير العدل تصريحه بالدُّعاء للمولى جلّ وعلا بأن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما قدَّم ويقدم لوطنه ومواطنيه وأمّته، وأن يجعله ناصيةَ خيرٍ على البلاد والعباد، في عمر مديد وعمل صالح متقبل مبرور.