أعلنت يوم أمس ميزانية تاريخية لم يسبقها في أرقامها وأقول أهم من ذلك لم يسبقها في توقيتها أحد، وتوقيتها يأتي في وقت تقوم لها تاريخها الاقتصادي بعمليات تقشف لم يسبق لها مثيل، وتقوم دول أخرى بفرض الضرائب وإلغاء الوظائف، وتقوم دول أخرى بإيقاف جميع مشاريعها الحكومية و حتى الخاصة، ونحن هنا ننعم بأرقام لم ير لها التاريخ الاقتصادي السعوديى مثيلا في تخصيصها وزيادتها. الفاصلة الأهم أن العالم يعيش أزمة اقتصادية حقيقة بجميع معانيها، ونحن بحمدالله فضله ننعم برخاء اقتصادي حكومي غير مسبوق. أعلنت أرقام الميزانية يوم أمس، وسيكون لنا حولها حديث طويل ، فميزانية عام 2012 بلغت إيراداتها الفعلية بلغت 1239 مليار ريال بينما كانت 1110 مليار ريال في 2011 و جاءت الزيادة بنسبة 77 بالمائة عن ما قدر لها في أول العام ، وهل يرقم بقل بنسبة 30 بالمائة بين تقديرات 2011 و العوائد الفعلية لعام 2011 . و الأرقام الأهم تأتي في تقديرات ميزانية العام 2013 والتي بلا شك تجعلنا نتفاءل بشكل كبير في الإنفاق الحكومي والتي بلغت 820 مليار وهو رقم تاريخي جديد لم يشهده تاريخ المملكه، حيث شهد العام الماضي مصاريف فعليه تقدر ب 853 مليار وهو يزيد بنسبة 23 بالمائة عن ما قدر له في اول العام 2012. و إذا قسنا بنفس المنطق، فإننا قد نشهد ميزانية فعليه تتجاوز التريلون ريال في نهاية العام 2013. و لعلي أركز قليلا على أحد القطاعات التي دار حولها الحديث مؤخرا وهو وقطاع النقل، فإني أجد الفرصة سانحة لتحقيق الأحلام بوجود نظام مواصلات عامة يشار له بالبنان وهو ما تحدث به وزير النقل خلال الأسابيع الماضية وتشهد فيه المملكة ثورة كبيرة من ناحية المشروعات القائمة وكذلك فإن ميزانية هذا العام قد أقرت ميزانية كبيرة مرة أخرى لقطاع النقل حيث بلغت مخصصات قطاع التجهيزات الأساسية والنقل 65 مليار ريال وبزيادة نسبتها (16) بالمئة عن ما تم تخصيصه بميزانية العام 2012. و أتمنى أن يتحقق بهذه الأرقام طموحنا جميعا لرؤية حلم البنية التحتية ووسائل النقل الحديثة، خصوصا أن هذه الميزانية شهدت تخصيص المواصلات مع التجهيزات الأساسية بخلاف تاريخ تخصيص الميزانية الذي كان يربطها بالاتصالات مما يعطي هذا القطاع أهمية نوعية واهتمام حكومي غير مسبوق، مما يجعل حلم المواصلات العامة في المدن الرئيسية تحديدا مطلبا مهما بالتنسيق مع أمانات المدن الرئيسة. [email protected]