يقول الشاعر/ عبدالله العلي الزامل رحمه الله في كتابه من الأدب الشعبي : إن الشعر الشعبي القديم، ضروري إلى حد بعيد بالنسبة للشاعر الجديد، والشاعر الجديد لايمكن ان يستغني عن التراث الشعبي، الذي يساعده ويعمق اتجاهه، إذا ماكان هذا الشاعر أصيلاً، مدركاً لروح عصره . تلك المقولة السابقة العظيمة دفعتني إلى الكتابة والوقوف مع الشاعر المغفور له ان شاء الله سعد بن محمد بن مقرن، والذي يعتبر بحق من رواد الشعر الشعبي الاصيل فقدت الساحة الشعبية بموته شاعرا أصيلا. ومن خلال ديوان سعد بن محمد بن مقرن الودعاني الدوسري جمع وتوثيق/ عبدالعزيز الحسن، سوف نقطف أعظم الكنوز الشعبية ، والألمعيات النادرة، والتي زادت من وقار هذا التراث الأصيل,. * حياته ولد رحمه الله عام 1326ه وتوفي عام 1398ه. توفي والده وهو طفل صغير فعاش في كنف أخيه من أمه حمد بن عبدالله آل حسن الفضلي الطائي. وحاز رعاية قادة البلاد وتقديرهم. شارك في موقعة السبلة وعمره ستة عشر عاماً، ثم رافق الملك عبدالعزيز يرحمه الله إلى أن عُينَ أميراً في رنيه ثم المندق ثم الليث ثمالخرج ثم الدوادمي وتوفي وهو أمير في المجمعة كان مضرب المثل في الكرم والشجاعة والنخوة والنباهة، وقوة الشخصية وحسن الإدارة، وله مكارم أخلاق يشهد بها فعله الجميل ومعدنه الأصيل,. *شعره: يقول مؤلف ديوان سعد بن محمد الأستاذ والأديب: عبدالعزيز الحسن: يتسم شعره بقوة العبارة، وجزالة اللفظ، وسمو المعنى، وعذوبة الجرس والموسيقى، ويعبر شعره عن البيئة الاجتماعية التي عاصرها والتي شهدت فترة التأسيس والبناء للدولة والمجتمع وما رافقها من الكدح والصبر والمثابرة مع التحلي بأخلاق الدين وشيم الرجولة والفروسية . من روائع الحكمة في شعر سعد بن محمد بن مقرن الودعاني الحكمة خلاصة تجربة صادقة، ومعاناة أليمة، يطلقها صاحبها بكلام موجز ودقيق ليعبر عن حقيقة أو رأي أو مبدأ يوجهه صاحبه إلى الأجيال القادمة للاستفادة منه والاتعاظ والإرشاد، وصدقت المقولة حيث تقول: الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أنى وجدها . الحكمة نورٌ مُضيءٌ للعقل حينما تلتبس الأمور وتستعجم الحقيقة,, لذلك كله طرق الشاعر/ سعد بن محمد الودعاني أبواب الحكمة بماوهبه الله عز وجل من فصاحة الكلمة وبليغ العبارة، وحكمه رحمه الله منثورة هنا وهناك في المدح والرثاء والغزل والحنين إلى الأوطان، وله قصائد مشهورة في الحكم جعلها دستوراً ونبراساً يُنهل منها الأدب والعلم، وداعياً إلى مصاحبة العلماء والحكماء ذوي البصيرة، والحكمة الصادقة,, ومن حكمه رحمه الله : من نام داسته الرزايا بالاقدام لزمٍ تصحيه الحوادث من النوم والعلم عز ونور، والجهل هدَّام وعز الأمم بأفعالها دايم الدوم ولابالفخر في عد الأجداد وأعمام الفخر في من قال أنا حاضر اليوم ومن غرق في بحر الملذات به هام وصار الهدف للقيل واللوم والشوم ولايامن بسود الليالي والايام عاقل ولايخدع بها غير مسقوم وعندما يتحدث شاعرنا رحمه الله عن تجاربه الصادقة يكون لحديثه معنى ذو فائدة كبيرة ويكون أعمق كذلك حينما يصدر عن شخص تفاعل مع الحياة فقال رحمه الله: اضحك مع الدنيا وخل الهواجيس والهم نحه بالنجم والعزومي لاتخضع لضغط الدهر والوساويس ولاتنحني مستسلمٍ للوهومي ولاختيار الصديق الصدوق الصادق الوعد المنصف معايير ذكرها بالتفصيل الشاعر/ سعد بن محمد بن مقرن الودعاني في قصيدته القادمة تحمل بين طياتها حكما ثمينة، وكنوزا شعبية، جاءت عن تجربة صادقة مع الحياة,. رفيقك الليَّ سر وجهار في كل مانابك وماكان يعنيك ورفيقك الليَّ لاتعامن الأبصار يقوم في صفك ويأخذ باياديك ورفيقك الليَّ لاجت صغار وكبار وضاقت مسالكها إلاهو يواليك ورفيقك الليَّ كل ماسرت به سار على الخطا والا القدا ما يخليك ورفيقك الليَّ لاتَعَرَّضت الأخطار ضدك وخان بك الدهر مازهد فيك مشبب بن عبدالله السابر وادي الدواسر اللدام الشمالي