كنت كعادتي ضحى كل يوم خميس انتظر بلهفة ضحوية الشيخ حمد الجاسر في داره العامرة تلك الضحوية التي يؤمها كثير من طلاب العلم من محبي الشيخ ومعارفه يتحلقون حوله منصتين لأحاديثه المفيدة في مختلف جوانب الحياة الدينية والتاريخية والجغرافية والانساب، يسألونه فيجيب ويقاطعونه فلا يغضب وينقلونه من موضوع الى آخر من حديث نبوي شريف الى موضوع تاريخي ومن موقع جغرافي الى اصل بعض الاسر ومواطن سكناها. يستقبل حفظه الله ضيوفه بالترحيب بهم وتفقده لاحوالهم وتكريمهم,, تلك مقدمة رأيت انه لابد منها للدخول الى الموضوع الذي سوف اتحدث عنه وهو أني حينما سلمت على شيخنا بادرني بسؤال عما اذا كنت اطلعت على الكتاب الذي صدر مؤخرا عن عبدالله الطريقي وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة الاسبق فأجبته بالنفي فما كان منه الا ان سلمني الكتاب وطلب مني ان اقدم للقارىء دراسة عنه لحسن ظن منه فيّ ولعلمه ان هناك قرابة نسب تربطني بالشيخ الطريقي رحمه الله فأحد ابناء العم وهو الشيخ محمد بن حمد العنقري اخ له من امه ومن هنا بدأت معرفتي به بعد عودته للمملكة وزادت علاقتي به حينما عملت ملحقا ثقافيا في جمهورية مصر العربية مدة ست سنوات، فقد كان يقيم بمنزل جميل له يقع في المعادي احد الاحياء الراقية في القاهرة وكنت ازوره بين الفينة والاخرى انقل له اخبار المملكة وازوده ببعض الصحف السعودية وكان يطلب مني تكرار الزيارة وكنت اسعد بمقابلته لي بوجهه البشوش وابتسامته المعهودة التي تذكرني بكبار السن ممن عاشوا ويعيشون في منطقة نجد ممن لم يسافروا خارج الوطن طيلة حياتهم. وكان مطلقا للحيته حافا شاربه كما هي السنة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والسلام حريصا على اداء الصلاة في المسجد مع بعد المسجد عن منزله فكان بمجرد سماعه الاذان يطلب مني مرافقته لاداء الصلاة مع الجماعة واستمرت علاقتي به الى ما قبيل وفاته يوم الاحد 6/5/1418ه رحمه الله . ولقد كان لوفاته ونقل جثمانه الى المملكة قصة مؤلمة ومؤسفة من قبل اقرب الناس اليه ولكن لتدخل صاحب القلب الكبير صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض وطلبه نقل جثمانه الى المملكة ارض آبائه واجداده ليدفن فيها بين ذويه واهله استجابة لطلب اسرته، ولانه كان احد كبار المسؤولين في المملكة ومن اولئك الرجال الذين خدموا بعلمهم واعمالهم النافعة امتهم وبلادهم، اقول لو لم يتدخل الامير الشهم سلمان وتوجيهه بما وجه به لما تحقق ذلك. اما هذا الكتاب الذي رغب مني الشيخ حمد دراسته دراسة موجزة او تقديم وصف موجز عنه للقراء فان تلك الرغبة عزيزة علي وأثيرة في نفسي مع اعتقادي بعجزي عن تحقيقها على الوجه الاكمل، ولكن الامتثال لرغبة الوالد مما علمنا ديننا الحنيف. ولعل الشيخ حمد من منطلق الوفاء لصديقه الطريقي وهو الذي يسألني دائما عنه حينما ازوره في بيته بالرياض او حينما اسعد بلقائه في القاهرة عندما يزورها للمشاركة في دورات مجمع اللغة العربية السنوية اقول لعله من منطلق الوفاء وتلك خصلة من الخصال الحميدة التي يتمتع بها فقد قويت الصلة بينهما في الظهران في المنطقة الشرقية اذ كان الشيخ حمد رئيسا لمراقبة التعليم في المنطقة اثناء عمل الطريقي في مجال النفط في ارامكو عام 1365ه وما بعدها، لعل الشيخ اراد ان يضع بين يدي القارىء الكريم هذه اللمحة الموجزة عن الكتاب الذي صدر عن الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي على النحو الآتي: عنوان الكتاب عبدالله الطريقي,, الاعمال الكاملة وقد اصدره مركز دراسات الوحدة العربية في لبنان وحرره وقدم له الدكتور وليد خدوري. يشتمل الكتاب على 1023 صفحة من القطع الكبير، وقد طبع طباعة فاخرة وهي الطبعة الاولى له وقد قسم محتوى الكتاب الى مقدمة وثلاثة اقسام هي: المقدمة: بقلم الدكتور وليد خدوري، تقع في 34 صفحة. ثم القسم الاول ويشتمل على كلمات في الثناء على الشيخ الطريقي من 35 الى 102. اما القسم الثاني وهو القسم الاكبر من الكتاب فيشتمل على مقالات ودراسات له نفسه من 107 الى 958. والقسم الثالث والاخير فعنوانه البترول العربي: سلاح في المعركة من الصفحة 965 الى الصفحة 1019 . لقد بدأت المقدمة التي اعدها الدكتور وليد بكلمة للدكتور مصصفى الرفاعي تصور رؤيته لأثر الطريقي إبان تصديه لتوجيه الانظار لما للنفط من آثار بالغة في حياة الامم والشعوب وفيما يجب ان تقوم عليه وسائل استغلال هذه الثروة الحيوية لئلا تستغل فيحرم منها اهلها وأحق الناس بها، فكان من قول الدكتور الرفاعي لم يكن الطريقي مجرد خبير بترولي، بل كان صاحب فكر ورؤية بعيدة وتصور لما يجب ان يكون عليه حال امة العرب وصاحب رسالة يؤمن بضرورة توحد العرب وان يرتقي مستواهم كي يشاركوا في ادارة صناعة البترول، وقد سخر موقعه وعلمه لخدمة هذه الرسالة فتجاوز تأثيره حدود بلاده واستطاع ان ينشىء منظمة الاوبك في عام 1380ه 1960م ولم يكن بعد وزيرا للبترول . ثم قدم الدكتور وليد الكتاب فقال ما ملخصه هناك معالم عدة للتعريف بالشيخ عبدالله الطريقي فهو اول وزير للبترول والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية ومؤسس منظمة الدول المصدرة للبترول الاوبك مع وزير النفط الفنزويلي ومن الخبراء العرب الاوائل في مجال النفط والغاز، ومن كبار دعاة تحصيل عائد مالي اعلى لحكومات الدول المنتجة من صادراتها النفطية ومن الرجال العرب الاوائل الذين تحدوا احتكار صناعة النفط المحلية من قبل الشركات الاجنبية,, واخيرا وليس آخرا فالطريقي هو صاحب شعار نفط العرب للعرب ,, لقد تعرف الرأي العام العربي والعالمي على الشيخ الطريقي من خلال احدى هذه الاوصاف او بعضها او كلها. ثم استعرض الدكتور خدوري حياة الطريقي وابرز اعماله بأنه ترعرع في وقت كان فيه التعليم محصورا في عدد قليل جدا من ابناء بلده ولذلك انتقل من الزلفي الى الكويت للحصول على دراسته الابتدائية ومن ثم الى القاهرة لانهاء تعليمه الثانوي والجامعي، وبعدها سافر الى تكساس للتخصص في الدراسات العليا في علم الجيولوجيا عاد الى بلاده مهندسا جيولوجيا ليخدم في مجال النفط ويصبح لفترة قصيرة اول وزير نفط سعودي عام 1380ه 1960م ولمدة تقل عن العامين سافر بعدها الى لبنان ومصر والكويت حيث اسس مكتبا لتقديم الاستشارات والخبرة لوزارات وشركات النفط العربية، وعمل بنشاط لم يعرف الكلل او الملل مدة عقدين من الزمن تقريبا، ينشر ويكتب ويحاضر حول النفط والغاز، ثم عاد بعد ذلك الى المملكة فافتتح مكتبا في الرياض يمارس نفس النشاط في مجال الاستشارات الفنية الا ان نشاطه الفني كان محدودا وقد قدمت له حكومة خادم الحرمين الشريفين سكنا جميلا في احد الاحياء الجديدة في الرياض اضافة الى تكريمه ماديا مقدرة له مواقفه طيلة الفترة التي قضاها في خدمة امته وبلاده ومثمنة له مواقفه خلال الفترة التي قضاها خارج الوطن. ويعرج الكاتب الدكتور للحديث عن بدء حياة الطريقي فيشير الى انه ولد عام 1337ه 1918م في مدينة الزلفي التي تبعد 280 كيلا شمال غربي الرياض الا ان الشيخ حمد الجاسر لا يرجح ذلك معتقدا انه ولد قبل هذا بفترة قد تبلغ ثماني سنوات، معللا هذا بأنه ابتعث في اول بعثة الى القاهرة سنة 1346ه ومن الصعب ان يكون عمره حوالي 10 سنوات فقط. وقد استمر الطريقي في دراسته دون انقطاع اثناء الحرب العالمية حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1356ه 1945م من جامعة القاهرة بعدها ابتعثته الحكومة السعودية الى الولاياتالمتحدةالامريكية وكان من اوائل الشباب السعودي المبتعثين الى الخارج للحصول على شهادة الماجستير في الجيولوجيا مع تخصص فرعي في هندسة البترول من جامعة تكساس في اوستن وكتب اطروحته عن جيولوجيا المملكة العربية السعودية تخرج بعدها عام 1367ه 1947م ليعمل فترة ستة اشهر مع شركة تكساكو للتدريب واكتساب الخبرة, عاد بعدها الى المملكة حيث تبوأ حال عودته مناصب مهمة هيأت له ان صار المسؤول الاول عن شؤون النفط في المملكة، فقد عين اولا في وزارة المالية المسؤولة عن شؤون البترول في ذلك الوقت مديرا عاما لمكتب التفتيش على الشركات البترولية في المنطقة الشرقية وكان ذلك عام 1369ه 1949م، ثم عمل مديرا عاما لادارة شؤون الزيت والمعادن عام 1374ه 1954م، ثم وزيرا للبترول والثروة المعدنية ما بين 1380ه 1960م - 1382ه 1962م، وهذه اول وزارة للبترول في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله حيث كانت اول وزارة بترولية في تاريخ المملكة. بعد هذا العرض الموجز للمقدمة يحسن العود الى الاقسام الثلاثة لهذا الكتاب,, فالقسم الاول اشتمل على ايراد خمس عشرة مقالة في توديع عبدالله بن حمود الطريقي بكلمات مؤثرة تضمنت الاشادة بوطنيته، وحرصه على مصلحة بلده من خلال وظائفه التي شغلها ويلاحظ المتتبع لما اشتمل عليه هذا القسم نقل كثير مما ورد في الصحف المحلية والعربية. هذا وقد نشرت صحيفة الرياض عددا من المقالات لعدد من الكتاب في رثاء الوزير الراحل مبرزين جهوده واعماله خلال حياته,, وجاء نعي صحيفة الرياض بصورة مقتضبة على هذا النحو: انتقل الى رحمة الله تعالى يوم الاحد الماضي 6/5/1418ه الموافق 7/9/1997م بالقاهرة معالي الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي وزير البترول والثروة المعدنية الاسبق عن عمر يناهز الثمانين عاما وسيصلى على الفقيد عصر يوم الخميس في جامع الراجحي بالربوة مخرج 15 وسيدفن بمقابر النسيم والرياض التي آلمها المصاب تتقدم الى ابن الفقيد الاستاذ صخر بن عبدالله الطريقي والى ابنته هيا واخيه الشيخ جميل بن حمد الطريقي والى السيدة حرمه والى كافة اسرة الطريقي بصادق العزاء والمواساة راجين من الله له المغفرة والرحمة ولأسرته الصبر والسلوان . اما الذين كتبوا عن الطريقي في صحيفة الرياض فمنهم الاستاذ محمد الهوشان والذي نشرت مقالته بتاريخ 17/5/1418ه تحت عنوان الطريقي,, نقلة حضارية جاء فيها: فقدت بلادنا بالامس رجلا من خيرة ابنائها هو عبدالله بن حمود الطريقي رحمه الله اول مهندس جيولوجي يعود الى البلاد ويتسلم منصبا عاما في نطاق تخصصه. ثم استرسل في الحديث عنه، مشيرا الى ابرز اعماله، وتمنى الاستاذ محمد الهوشان ان يطلق اسمه على ميدان او شارع في كل من الرياضوجدة والدمام ويسمى باسمه مدرج بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وبقية الجامعات,, الخ. ومن الذين كتبوا عن الطريقي في صحيفة الرياض الاستاذ محمد بن عبدالعزيز العمير بتاريخ 18/5/1418ه بعنوان انه نعم المواطن ايضا اوردت الصحيفة وداعا مؤثرا للاستاذ احمد المغلوث بتاريخ 16/5/1418ه,, اما الدكتور عبدالعزيز بن محمد الدخيل فقد تحدث عن الوزير الطريقي في مجلة المستقبل العربي بمقال عنوانه عبدالله الطريقي والنفط والوطن,, من اجل التاريخ والاجيال تحدث فيه بإسهاب عن الوزير عبدالله الطريقي منذ ميلاده وحتى وفاته مرورا بدراسته وترحاله وتقلده للوزارة وخروجه منها واستقراره في لبنان والكويت الى ان استقر به المقام في القاهرة وقد اورد الدكتور الدخيل مقتطفات للمقابلات التي اجريت معه إبان اسناد وزارة البترول اليه حيث تحدث فيها عن الوزارة والبترول وشركات النفط,, الخ. اما غير الصحف السعودية فقد اورد الكتاب مقالات وردت في صحف ومجلات خليجية وعربية لكتاب ومفكرين ممن عرفوا الوزير الطريقي وزاملوه فأفاضوا في الثناء عليه والحديث عنه مما لا اطيل على القارىء الكريم باستعراضه. اما القسم الثاني,, وهو اوفى اقسام الكتاب فيحوي مقالات الطريقي ودراساته واحاديثه في المقابلات التي اجريت معه طيلة حياته العملية والتي تحدث فيها عن النفط والغاز والسياسة وهموم الوطن والمواطن العربي والملاحظ ان اول مقالة نشرت للطريقي تلك التي كتبها بعد تخرجه وانهائه للدراسة في امريكا وعودته الى ارض الوطن ووجهها الى خريجي الجامعات والمعاهد العليا ونشرها الشيخ حمد الجاسر في اليمامة في السنة الاولى العدد 12 عام 1374ه ص 30 31 ويقع هذا القسم في 851 من صفحات الكتاب. واما القسم الثالث والاخير,, فقد حوى كتاب البترول العربي: سلاح في المعركة لعبدالله الطريقي نفسه الذي نشر عام 1387ه/1968م والكتاب كان على شكل دراسة تحدث فيها الطريقي عن الدور الخاص الذي يمكن للبترول العربي ان يؤديه ابان حرب 1967م لا من حيث معاقبة الدول الاجنبية التي ساندت العدوان بشكل مباشر او غير مباشر بل اهم من هذا استثمار البترول العربي الى الحد الاقصى لبناء القوة العربية العتيدة القادرة على استخلاص الحقوق العربية واسترجاع فلسطين,, والدراسة بأبحاثها وجداولها تبين القدرة الجبارة التي تتوافر للبترول العربي والتي يمكن ان تكون نقطة تحول خطيرة في الحياة العربية اذا عرف استخدامه لصالح الامة العربية. وبعد ذلك يتحدث الكتاب عن اهمية البترول العربي وكذلك عن اسواقه مدعما ذلك بجداول احصائية موثقة عن الاحتياط والتصدير والنسب المئوية للارباح. والملاحظ ان الوزير عبدالله الطريقي في كتابه والمقابلات التي اجريت معه لا يميل الى تأميم البترول وهي الفكرة السائدة التي كان يدعو اليها بعض الزعماء العرب وانما كان يدعو الى المشاركة كما اوجز هذا مقال له نشر في مجلة نفط العرب عام 1394ه 1974 بعنوان المشاركة هي الطريق الاسلم,, لا التأميم. وفي نهاية الكتاب نجد ان هناك حديثاً ملحقاً به عن جائزة عبدالله الطريقي والتي يشرف عليها مركز دراسات الوحدة العربية وتمنح مرة كل عامين لشخصية عربية طبيعية او اعتبارية تتويجا لعمل محدد ومواقف معينة عبر فترة ممتدة من الزمن في مجال النفط والتنمية العربية,, قيمة الجائزة خمسة وعشرون الف دولار امريكي,, ويتم الترشيح للجائزة عن طريق المؤسسات في الاقطار العربية مثل الجامعات ومراكز الدراسات والجمعيات العلمية ومنظمات العمل العربي والاتحادات والمنظمات المهنية والاهلية. وقبل ان اختم هذه النظرة الموجزة هذه لمحة عن معد الكتاب الدكتور وليد خدوري الذي ولد في بغداد بعد ان حصل على دراسته العليا من جامعة جونز هوبكنز في واشنطن متخصصا في العلاقات الدولية,, وقد عمل مديرا للابحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت ومدرسا في قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت ومديرا لإدارة الإعلام في منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول الاوبك وهو يعمل منذ عام 1981 مديرا للتحرير في نشرة ميدل ايست ايكونوميك سرفي ميس التي تصدر في نيقوسياقبرص وهذه النشرة متخصصة بالشؤون البترولية والاقتصادية وبالذات فيما يخص الشرق الاوسط. تلك نظرة موجزة في الكتاب الذي صدر مؤخرا تحت عنوان عبدالله الطريقي,, الأعمال الكاملة حاولت ان ابرز ملامحه ومحتوياته العامة حسب الجهد راجيا من شيخنا الجليل حمد الجاسر بأن يوافي القارئ الكريم بمعلومات مفصلة وشاملة عن صديقه ورفيق دربه وهو الذي زامله مدة طويلة فهو الأحق والأجدر,, كما اتمنى ان يطلق اسم الوزير عبدالله الطريقي على مدرج او قاعة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكذلك على مدرسة ثانوية في كل مدينة من مدننا الكبيرة لتحفظ الاجيال المتعاقبة ذلك الاسم وتتذكره. والله ولي التوفيق.